الأمر بالمعروف - الشيخ محمد بن صالح العثيمين

لأمر بالمعروف

الحمد لله القوي العظيم يدبر خلقه كما يشاء بحكمته فهو الفعال لما يريد أحسن ما شرع وأتقن ما صنع فهو الولي الحميد حد لعباده حدود ونظم لهم تنظيماً وقال لهم (هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)(الأنعام: من الآية153) فصار الناس على أقسام فمهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلت (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ شهيد وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائم بأمر الله الناصح لعباد الله على الرشد والتثبيت صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المجيد وسلم تسليما …

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) (الحج:1) (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج:2) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) (لقمان:33) (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281) (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)(النساء: من الآية1) (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال:25) عباد الله (لا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)(لقمان: من الآية33) لا تغرنكم الأموال وكثرتها لا يغرنكم رغد العيش ونظارة الدنيا وزهرتها لا يغرنكم ما انعم الله به عليكم من العافية والأمان لا يغرنكم إمهال الله لكم مع تقصيركم في الواجب والعصيان إن اغتراركم بهذا إن اغتراركم بهذا يا عباد الله من الأمان الباطلة والآمال الكاذبة إنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون عباد الله لقد انتشرت المعاصي في مجتمع الأمة الإسلامية وأصبح ما كان منكراً بالأمس معروفاً اليوم أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات يسهرون على الشهوات إلى ما بعد منتصف الليل ولكنه لا يهون عليهم أن يقوموا لصلاة الفجر حتى يؤدوها في وقتها أضاعوا المعاملة فتعاملوا بالربا ومنعوا الزكاة وأضاعوا الأخلاق فابتعدوا عن الحياء وانتهكوا الحرات صاروا كالبهائم يطلبون متع الدنيا وإن أضاعوا الدين صدوا عن سبيل الله واتبعوا سبل الكافرين زين لهم سوء أعمالهم فظنوا ذلك تحرراً وتقدماً وتطورا وما علموا أن ذلك والله ما علموا أن ذلك والله وأقسم بالله قسماً أعتقد أني صادق فيه والله ما اتبع إنسان هواه وصدا عن هدى الله إلا وقع تحت الرق الحقيقي تحت قيود الهوى والتأخر عن الفضائل إلى الوراء والتدهور إلى الهاوية والردى أيها المؤمنون أيها المؤمنون بالله ورسوله إن أسباب هذا التدهور ير ترجع إلى أمرين أحدهما ضعف الدين في النفوس وقوة الداعي إلى الباطل والثاني ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمداهنة في دين الله عز وجل والسكوت عن محارم الله إرضاءً لعباد الله وإن حماية الدين أيها المتدينون أيها الذين تغتبطون بانتسابكم إلى دين الله الذي رضيه لكم إن حماية الدين وإن حماية المجتمع وإن حماية هذا الأمن وهذا الرخاء لا تكون إلا بالقيام بأوامر الله والرجوع إلى الله رجوعاً حقيقياً صادقاً نابعاً من القلب مصدقاً بأعمال الجوارح أيها المؤمنون إنه لا يقوم للأمة قائمة ولن تتفق الأمة على سواء إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأمر بما أمر الله به ورسوله والنهي عما والنهي عما نهى الله عنه ورسوله بقصد النصيحة لله ولعباد الله أيها المسلمون إن على المسلم واجباً لا يختص بنفسه فقط إن عليه أن يقوم بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة على هذه الأمة التي هي أفضل الأمم وأكرمها على الله إن استقامت على دينه واستمعوا إلى قول الله عز وجل (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ) والخطاب لكم يا أمة محمد (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (آل عمران:104-105) أيها المسلمون إنكم إن قمتم بهذا الأمر الذي أمركم الله به كنتم خير أمة أخرجت للناس وإن تركتم ذلك كنتم من شرار الأمم لأنه لا نسب بين الله وبين عباده ولكن من اتقاه فهو الكريم عنده وأكرم الناس عند الله أتقاكم له أيها المسلمون أيها الحاضرون هنا في هذا المكان لذكر الله وإقامة شعيرة من شعائر الله إنني أقول أقول لكم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقتصر على فئة معينة من الناس تقيمها الدولة إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الناس جميعاً واستمعوا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) أيها المسلمون إن منا من يظن أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص بفئة معينة وهذا ظن فاسد فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ( من رأى منكم ) وهذا عام لكل من رأى المنكر يجب عليه أن يغيره بيده بالضرب أو غيره فإن لم يستطع فبلسانه بالكلام بالنصح والإرشاد أو بالكلام مع ولاة الأمور إن لم ينفع الكلام مع صاحب المنكر وإن كل واحد منا يستطيع أن يتكلم مع المسؤولين في بلده ويستطيع أن يتكلم مع المسؤولين فيمن فوقهم ممن فوقهم يستطيع أن يتكلم والأبواب مفتوحة يستطيع أن يتكلم بالنصح والإرشاد وأن يبين للمسؤولين حقيقة ما عليه كثير من المجتمع ويجب على المسؤولين إذا بلغوا أن يقوموا بما أوجب الله عليهم من الإصلاح وأن يجتمعوا على ذلك لينالوا الفوز والفلاح فإن الله تعالى يقول (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (لأعراف:170) ويقول جل ذكره (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) (هود:117) فلا يكفي الصلاح بل لابد من الإصلاح إن على ولاة الأمور أن يتركوا الدعث والسكون وأن يقوموا لله مخلصين له الدين وسوف تكون العاقبة لهم إن العاقبة للمتقين أيها المسلمون إن الأمة لا يمكن أن تكون أمة قوية مرموقة حتى تتحد في أهدافها وأعمالها ولن يمكنها ذلك حتى تقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتكون على دين واحد في العقيدة والقول والعمل صراطاً مستقيما صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض أما إذا لم تقم بذلك فإنها تتفكك وتنقسم عراء يكون لكل واحد هدف ولكل واحد طريق وعمل يتفرقون أحزاباً (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)(المؤمنون: من الآية53) (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام:159) أيها المسلمون إخواني المؤمنين إذا لم نقم بأمر الله ونسعى في إصلاح مجتمعنا بالإلتزام بدين الله فمن الذي يقوم ويسعى بذلك أنورد رجالاً من الخارج يقومون بهذا الأمر إذا لم نتكاتف على منع الشر والفساد فكلنا هالك فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل من بني إسرائيل كان إذا رأى أخاه على الذنب نهاه عنه تعذيرا ) فإذا كان من الغد لم يمنعه ما رأى منه أن يكون جليسه أو أن يأكل معه فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفس محمد بيده ) والذي نفس محمد بيده يقوله الصادق المصدوق بدون قسم ولكنه أكد ذلك لأمته ليبين لهم أهمية الأمر وجلالة الشأن قال صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأمرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم ) خيار بين شيئين إما أمر بمعروف ونهي عن منكر وأخذ على يد السفيه وأصر له على الحق وإما ضرب للقلوب بعضها ببعض ثم لعنة توجب طردنا وإبعادنا عن رحمة الله أيها المسلمون إنني لا أقول لكم لا أقول لكم هذا في هذا المكان لتتأثروا به هنا ثم لتتفرقوا كأن لم تسمعوا ولكني أقول هذا لكم إعذاراً بيني وبين الله عز وجل وإقامة للحجة عليكم وتحذيراً أن يقع بنا بأس الله فإن بأس الله لا يرد عن القوم المجرمين ولننظر إلى ما حولنا ولننظر إلى القوارع عنا يميناً وشمالاً دماء تجري في الأسواق وخوف وقلق لا تنام معه عين ولا يطمئن معه قلب وقد كانوا أشد منا شرفاً وأعظم منا تدهوراً وهم يسمونه تطورا ولكن أملا لهم الجبار حتى إذا أخذهم لم يفلتهم وهكذا كل ظالم فإن الله يملي له حتى إذا أخذه لم يفلته أيها المسلمون استمعوا إلى هذه القصة الغريبة لما فتح المسلمون جزيرة قبرص فرق أهلها أو فرق أهلها فبكى بعضهم إلى بعض فلقي أبو الدرداء رضي الله عنه وهو يبكي فقيل له ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله فقال ويحك ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا هم أضاعوا أمره بينما هم أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك خافوا أمر الله فصاروا إلى ما شرع أيها المسلمون إن من المؤسف المروع أن نرى مجتمعنا الإسلامي أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن نراها هكذا شعباً متفككاً لا يغارون لدين الله ولا يخافون من عقاب الله لا يتفقد الرجل أهله وولده ولا ينظر في جيرانه ومن حوله بل تراه يرى المعاصي فيهم لا ينهاهم عنها ويرى التقصير في الواجب لا يتداركه وهذا أيها المسلمون ينذر بالخطر لا سيما مع كذرة النعم والانغماس بالطرف يقول الله عز وجل (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (الاسراء:16) ويقول جل ذكره (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) (الأنعام:44) اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا في إنتظار فريضة من فرائضك نسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تلهمنا رشدنا وأن تهئ لنا الخير أينما كان اللهم اجمع كلمتنا على الحق اللهم أتمم لأمتنا أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويأمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر يا رب العالمين اللهم اجعلنا هادين مهتدين واجعلنا صالحين مصلحين اللهم أرنا عيوب أنفسنا وأرزقنا التيقظ منها والإقلاع عنها إنك جواد كريم والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين …

الحمد لله على إحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وترك أمته على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين …

أما بعد

أيها الناس فكم من الأمور كم من الأمور الواضحة البينة اشتهرت في مجتمعنا ولم نرى لها منكرا ولم نرى أحداً من أولياء الأمور الخاصة أو العامة سعى في إزالتها وأقول لم نرى ذلك وإن كان قد يكون في حقيقة الأمر من سعى في هذا الأمر إن من المنكرات التي فشت في بلادنا وانتشرت مسألة النساء وخروجهن إلى الأسواق بهذا العدد الضخم وبعضهن متطيبات ومتبرجات فاتنات مفتونات يفتن من ليس في قبله شئ فكيف بمن في قلبه مرض نراهن يتجولن في الأسواق ويدخلن إلى المعارض ويخلو بهن صاحب المعرض ليس في المعرض معهما أحد وهذا من الأمور الخطيرة التي يجب على ولاة الأمور السعي في منعها بكل وسيلة قبل أن يتفاقم الأمر ولا نستطيع أن نتغلب عليه وإننا لنشكر القائمين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منع دخول النساء إلى أماكن الخياطة ولكننا نريد منهم ومن جميع الناس أهل الغيرة والإيمان أن يمنعوا كذلك من تدخل إلى المعارض وحدها بدون محرم وإنني أناشد الأولياء والمحارم أناشدهم أن يتقوا الله عز وجل فيمن ولاهم الله عليه وأقول لهم إنكم مسؤولون عن أهليكم وأولادكم وقد حملكم الله الأمانة في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)(التحريم: من الآية6) أفلا تخافون أن تكونوا وقوداً للنار إذا أهملتم هذه الأمانة وإن من المؤسف ومن المبكي أن تجد الولي واقفاً عند المعرض في سيارته ويدع امرأته تدخل إلى المعرض وتكلم صاحب المعرض وهو جالس على السيارة لا يبالي بذلك ولا يهتم به لماذا لماذا لا ينزل حضرته قليلاً إلى المعرض ويكون مصاحباً لأهله حتى لا تفتن أو تفتن إنني أسف إلى هذا المظهر هذا المظهر المشين الدال على فقد الدين على فقد الغيرة وضعف الدين فليتق الله في نفسه وفي أهله وهناك منكر آخر ننبه عليه كثيراً وهو ما يكون في ليالي الزواج من تشريع المرأة وزوجها أما النساء وأخذ صور لهما في هذه الحال وربما يناولها حلوى أو غيرها وربما يلبسها خاتماً أو غيره أمام النساء ومنهم كاشفات وجوه وهذا أيضاً عمل محرم يجب على ولاة الأمور الخاصة والعامة أن يسعوا في إزالته وتغيره لأنه مفسد للأخلاق هادم للمكارم ولا سيما إن صحب ذلك أصوات منكرة كالزغاريت التي تطلقها النساء فإن بعض أهل العلم يقول إن صوت المرأة عورة فكيف بهذه الأصوات التي تنطلق في هذا المكان وفي نشوة العرس وتحرك الشهوة إن هذا أمر مخيف مرعب فيجب القضاء عليه وإنه ليؤسفني أن يسمع الكثير منكم هذا إما بهذا المكان وإما ينقل له ومع ذلك فلا تزالون مستمرين عليه لا أدري هل أنتم في شك مما قلت هل أنتم في شك من مفسدة هذا الأمر هل أنتم معاندون عاصون على بصيرة لأن الأمر لا يخلو من واحد من هذه الأمور الثلاثة فإن كنتم في شك مما قلت فإن في البلاد ولله الحمد من أهل العلم الغيورين من يمكنكم أن تسألوهم عن هذا الأمر وإن كنتم لا تعفرون مفسدته فإن مفسدته ظاهرة لمن لم يعمي الهوى قلبه قلبه وإن كنتم عاصون لله على بصيرة فلا أقول إلا ما يقوله المصاب إنا لله وإنا إليه راجعون وأسأل الله أن يهدينا جميعاً لما فيه الخير والصلاح وأن يجنبنا أسباب الشر والفساد إنه جواد كريم واعلموا عباد الله أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يدى الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جلا من قائل عليما ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد اللهم اجزه عنا أفضل ما جازيت نبياً عن عن أمته اللهم إنا نشهدك أنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم فارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم اسقنا من حوضه اللهم احشرنا في زمرته اللهم ادخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارضا عن خلفائه الراشدين وعن جميع الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم ارضا عنا معه وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم هيئ لهم من أمرهم رشداً يا رب العالمين اللهم إنا نستغفرك إنا…



الشيخ محمد بن صالح العثيمين
منقول