من آداب الإسلام - الشيخ محمد صالح العثيمين
صفحة 1 من اصل 1
من آداب الإسلام - الشيخ محمد صالح العثيمين
من آداب الإسلام - الشيخ محمد صالح العثيمين
من آداب الإسلام
إن الحمد لله ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنه لا معبود حقا إلا الله (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج:62) أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ختم الله به النبوة وأقام به الحجة على الأمة فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على محجة بيضاء ليلها كنهارها فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد
أيها المؤمنون فإنكم تقرءون في سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: من الآية3) هكذا يقول الله عز وجل (أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينكم وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) أي نعمة أكبر من نعمة الدين الذي أكمله الله تعالى لنا وختم به جميع الأديان السماوية فكانت الأديان السماوية منسوخة به إن هذا الدين الإسلامي لم يأت لم يأت لتنقيح العبادة بين الله وبين العباد لكنه أتى بذلك وأتى بأمور أخرى يحتاجها الناس في دينهم ودنياه وكل أنسان يمكنه أن تكون جميع حركاته وجميع سكناته عبادة تقربه إلى الله وذلك بالنية والإخلاص ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) ولقد جاء الدين الإسلامي دينا شاملا في العبادة وفي الأخلاق وفي المعاملة وفي السلوك فاتقوا الله أيها المسلمون واشكروا الله على هذه النعمة اشكروها بالقيام بما أوجب الله عليكم من العبادة والأخلاق والمعاملة حتى تكونوا بذلك شاكرين وحتى تزداد نعمة الله عليكم فإن الله تعالى يقول في كتابه (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (ابراهيم:7) ولقد بعث الله النبي محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليتمم به مكارم الأخلاق فتمم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مكارم الأخلاق تممها صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأقواله وأفعاله تركا وفعلا حتى تركنا ولله الحمد والمنة على طريق بيضاء ولقد جاء رجل من المشركين إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال (علمكم نبيكم حتى الخراءة ) قال أجل ومعنى ذلك أنه علمنا كل شيء حتى جلوسنا على قضاء الحاجة من بول وغائط وإن هذه الآداب التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لآداب شاملة عامة آداب في الأكل وآداب في الشرب آداب في التخلي من الأكل والشرب آداب في اللباس آداب في النوم آداب في دخول المنزل آداب في الخروج منه آداب في دخول السوق آداب آداب في دخول المسجد آداب في الخروج منه آداب في معاملة الناس آداب في كل شيء قال الله تعالى (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) (النحل: من الآية89) فما علينا أيها الأخوة إلا أن نقوم بهذه الآداب حتى ننال سعادة الدنيا والآخرة إن سعادة الدنيا والآخرة منشودة لكل نفس كل إنسان يطلبها ولكن أين توجد هذه السعادة إنها توجد في التزام الإنسان بشريعة الله عز وجل أما الآداب في الأكل والشرب فقد علم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته أن يقولوا عند الأكل والشرب بسم الله وأخبر أن من لم يسمي الله شاركه الشيطان في أكله وشربه هل ترضى أيها الأخ أن يشاركك عدوك في أكلك وشربك إنك لن ترضى بذلك إذا فما هو الذي يدفع العدو إنه أن تقول عند الأكل بسم الله وعند الشرب بسم الله وأعلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته أن يحمدوا الله إذا فرغوا من الأكل والشرب وقالإن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها) هل أنت تريد رضا ربك نعم كل مؤمن يريد رضا ربه وإن من أسباب رضا الله عن العبد أن يحمد الله إذا أكل وأن يحمد الله إذا شرب وأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أمته أن يأكلوا باليمين ويشربوا باليمين ونهاهم عن الأكل بالشمال والشرب بالشمال وأخبرهم أن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله أخبرهم بذلك تحذيرا من هذا العمل والأدلة الشرعية تدل على أن الأكل والشرب باليمين واجب وأن الأكل والشرب بالشمال حرام لا يجوز إلا عند الضرورة مثل أن تكون اليد اليمنى مشلولة أو مكسورة لا يستطيع رفعها إلى فمه وأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر الآكل مع غيره أن يأكل مما يليه ولا يأكل من حافة أخيه وأمر من فرغ من الأكل أمر أن يلعق الإناء ويلعق أصابعه وأما آداب التخلي من الأكل والشرب فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أراد البول أو الغائط أن يستتر عن الناس وجوبا في مقدار العورة واستحبابا فيما فوق ذلك قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه : ( انطلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعني ليقضي حتى توارى عني فقضي حاجته ) توارى عني يعني استتر عني وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من أتى الغائط فليستتر ) وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول عند دخول الخلاء : (أعوذ بالله من الخبث والخبائث) وإذا خرج منه قال : (غفرانك ) وإنما استعاذ من الخبث وهو الشر والخبائث وهم أهل الشر وأصلهم الشياطين لأن بيوت الخلاء بيوت قذره يسكنها الشياطين (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ) (النور:26) فتستعيذ بالله من الخبث والخبائث عند دخول الخلاء لئلا يعبث الشيطان فيك وكان صلى الله عليه وسلم يقول عند الخروج من الخلاء ( غفرانك ) قال بعض العلماء يقول غفرانك لأنه في حال قضاء حاجته لا يذكر الله فيستغفر الله تعالى من هذه الغفلة أو من هذا الإمساك عن الذكر ولكن هذا قول ضعيف والصواب أن الإنسان يسأل الله غفرانه إذا خرج من الخلاء لأنه إذا تخلى من المؤذي في بطنه فتذكر المؤذي من الآثام والذنوب فقال غفرانك هذه هي الحكمة بأن الإنسان إذا خرج من الخلاء قال غفرانك ونهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يستقبل الإنسان القبلة أو يستدبرها وهو يقضي حاجته وهو يبول أو يتغوط فلا يحل للإنسان إذا جلس على البول أو الغائط أن يجعل القبلة أمامه أو خلف ظهره قال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه قدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة فننحرف عنها ونستغفر الله ولكن إذا كنت في البنيان فلا حرج أن تستدبر القبلة لأن ابن عمر رضي الله عنهما قال بقيت يوماً على بيت حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة بهذه المناسبة الذين بنو مراحيضهم نحو القبلة أي في اتجاه القبلة أن يغيروها ويصرفوها حتى تكون القبلة إما عن يمينهم أو عن شمالهم أو عن شمالهم أو خلف ظهورهم وأن يجعلوا المراحيض مستقبلة القبلة لأن الأدلة تدل على تحريم ذلك الإنسان لا يملك الحياة لنفسه ربما يتمكن هو إذا جلس أن يجعل القبلة عن يمينه أو عن شماله لكن من بعده ومن كان من أهله غافلا لا يدرك ذلك فيكون إثمه عليه وعلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كيف يتطهر الإنسان من البول أو الغائط وأن لذلك طريقين أحدهما الماء فيغسل الإنسان ما أصابه من النجاسة حتى يطهر أما الطريق الثاني فهو الاستجمار بالأحجار أو ما يقوم مقامها من المناديل أو نحوها ولكن بشرط أن يكون ذلك بشيء طاهر منقي وألا ينقص بثلاث مسحات وألا يكون بروث أو عظام أو بشيء محترم وأما الآداب في اللباس فمن الآداب أن يبدأ الإنسان عند اللبس باليمين فيدخل يده اليمنى قبل اليسرى ورجله اليمنى قبل اليسرى وأما عند الخلع فبالعكس فيخلع اليسرى قبل اليمنى وإذا لبس ثوبا جديداً فليحمد الله الذي رزقه إياه من غير حول منه ولا قوة ورغب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في لبس الجميل حيث قال الصحابة إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم (إن الله جميل يحب الجمال ) أي يحب التجمل وذكر صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الكبر بطر الحق وغمط الناس و بطر الحق رده وغمط الناس احتقارهم وازدرائهم وحرم النبي صلى الله عليه وسلم من اللباس حرم لباس الذهب على ذكور أمته سواء كان خاتما أو قلادة أو سوارا أو ساعة أو قلما أو غير ذلك لا يجوز للإنسان الذكر أن يلبس شيئا من الذهب مطلقا وتوعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم توعد الرجل ينزل ثوبه أو سرواله أو عباته عن الكعبين وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم هكذا كررها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال أبو ذر رضي الله عنه: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله قال : (المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) المسبل يعني إزاره أو سرواله أو قميصه أو مشلحه أو غير ذلك مما يكون فيه الإسبال والمنان هو الذي إذا أعطى من بعطائه سواء أعطى صدقة أو هدية والمنفق سلعته بالحلف الكاذب وهوالتاجر يحلف أنه أعطي في السلعة كذا وكذا وهو كاذب أو أنه اشتراها بكذا وكذا وهو كاذب يحلف على ذلك ليأكل أموال الناس بالباطل وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) وحرم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يتشبه الرجال بالنساء أو النساء بالرجال في لباس أو غيره وكذلك أيضا لا يجوز للإنسان أن يلبس ثوبا فيه صورة أو مشلحا فيه صورة ولا يجوز للإنسان من رجل أو امرأة أن يلبس ثوباً فيه صورة سواء كانت هذه الصورة صورة أدمي أم صورة شيء آخر من الحيوان أما الأشجار فلا بأس بها أو حلي يلبس تلبسه النساء على صورة حيوان من فراشة أو غيرها وهذا لا يحل ولا يجوز وهو حرام على الباعة الذين يبيعون هذا وحرام على الذين يصنعونه وحرام على الذين يشترونه وحرام على اللاتي يلبسنه إذاً فما هو الطريق إذا كانت المرأة قد اشترت حليا على صورة حيوان ما هو الطريق ؛ الطريق إلى هذا سهل لأن الله تعالى ما خلق داءً إلا جعل له دواء والدواء أن تذهب إلى صانع الذهب وتقول له أزل رأس هذه الفراشة أو هذه الثعبان أو ما أشبه ذلك ثم تبقى لا محظور فيها لأن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وفي بيته صورة فقال له مر برأسها فلتقطع حتى تكون كهيئة الشجرة وأما الآداب في النوم فالسنة أن ينام الإنسان على الجنب الأيمن كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويقرأ آية الكرسي وهي معروفة لدى الجميع في أول الجزء الثالث في سورة البقرة يقرأ آية الكرسي إذا أوى إلى فراشه فإن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح ويقرأ كذلك قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس يجمع كفيه وينفث فيهما ويقرأ هذه السور الثلاث ثم يمسح بهما أي بيديه ما استطاع من جسده ثلاث مرات ويقول كذلك إذا أوى إلى فراشه بسمك اللهم أحيا وأموت ويقول كذلك إذا اضطجع باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فأرحمها وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وإذا استيقظ فليذكر الله تعالى وليقرأ قول الله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (آل عمران:190) حتى يكمل السورة سورة آل عمران وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا استيقظ قال : ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) ومن أراد المزيد من ذلك فعليه أن يقتني الكتب المؤلفة في هذا وهي كثيرة ولله الحمد ولكن ليحذر من الكتب التي لم تحقق ولم تعرض الأحاديث فيها لأن الأذكار يكثر فيها الأحاديث الضعيفة والأحاديث الموضوعة وأما الآداب في معاملة الناس فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك كلمة جامعة نافعة وهي ( أكمل المؤمنين أيمانا أحسنهم خلقا ) استمع أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا فكل ما كان الإنسان أحسن خلقا كان أكمل إيمانا هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) وقال : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره التقوى هاهنا التقوى هاهنا بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) يعني يكفي المسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم وهذا دليل على أن الإنسان إذا حقر أخاه فقد اكتسب شرا كثرا كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) أيها المسلمون تأدبوا بآداب الله تأدبوا بآداب الله تنالوا بذلك درجات الكمال والثواب فإن الله تعالى يقول في كتابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77) أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من فاعلي الخير والدعاة إليه وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وأسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم ممن تبعوهم بإحسان أنه على كل شيء قدير.
أما بعد
أيها الناس فإنه اشتهر عند كثيرا من الناس أن ليلة النصف هي الليلة التي يكتب فيها ما يكون في السنة واشتهر عندهم أن لها فضلا في الصلاة فيها واشتهر عندهم أن يوم النصف من شعبان يسن صيامه وحده وكل هذا ليس له أصل صحيح أما الأول فإن الليلة التي يكتب فيها ما يكون في السنة هي ليلة القدر لقول الله تبارك وتعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1) وقوله (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) (الدخان:3) إلى أن قال (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4) وقال تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1) وليلة القدر يعني ليلة الشرف وليلة التقدير وهي التي يقدرفيها ما يكون في السنة أما قيام تلك الليلة فإنه لم يصح فيها حديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فضل القيام فيها وإنما جاء فيها حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه ولكنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإنما اشتهر وإنما اشتهر تعظيمها عن بعض التابعين من أهل الشام وأنكر ذلك أهل الحجاز أما في عهد الصحابه فلم يشتهر تعظيمها ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيها حديث و على هذا فلا خصوصية للقيام فيها وأما صوم يومها فكذلك وأما صوم يومها صوم الليلة الخامسة عشرة فإنه أيضا ليس له أصل يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد مر علينا في الجمعة الماضية أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يكثر الصوم في شعبان فمن صام من شعبان شيئا يريد بذلك كثرة الصيام كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو صام الأيام الثلاثة البيض وهي اليوم الثالث عشر واليوم الرابع عشر واليوم الخامس عشر على أنها أيام بيض لا على أنها من شعبان فإن هذا لا بأس به لأن صيام الأيام الثلاثة الثالث عشر واليوم الرابع عشر واليوم الخامس عشر من السنة فاتقوا الله عباد الله وعليكم بما صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن فيه الكفاية عما سواه سواء كان في العبادات من الصوم والصلاة أو في الأذكار فإنما صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كافي في هداية الأمة ولو أن الأمة قامت به لنالت خيرا كثيرا ولكن من الناس من يتشبث بالأشياء الضعيفة ويدع الأشياء الصحيحة وهذا لا شك أنه من جهله فالإنسان ينبغي له أن يتتبع ما كان صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيعمل به وما لم يكن صحيحا فإنه لا يعمل به لأنه سوف يقال له بأي شيء تقربت إلى الله في هذه العبادة وإذا لم يكن لها أصل صحيح وجواب عن ذلك صحيح لأن العبادات الأصل فيها الحظر والمنع إلا ما ثبت في الشريعة أنه مشروع وعلى هذا فلا يجوز العمل بالأحاديث الضعيفة في إثبات شيء من الشرائع لا على وجه الاستحباب ولا على وجه الوجوب أيها المسلمون اعلموا خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم و هو ما صح عنه بنقل الثقات وليس كل ما ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكون صحيحا خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم تمتثلوا بذلك أمر ربكم وتؤدوا شيئا من حقوق نبيكم وتحصلوا علي ثواب أكثر مما عملتم فإنه صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله بها عشرا اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرض عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل اتباع المرسلين اللهم أرض عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرض عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم صغيرهم وكبيرهم يا رب العالمين اللهم هيئ لولاة أمور المسلمين بطانة صالحة تدلهم على الخير وتحثهم عليه و وتبين لهم الشر وتحذرهم منه يا رب العالمين اللهم أبعد عن ولاة أمور المسلمين كل بطانة سوء يا أرحم الراحمين اللهم من كان من ولاة أمور المسلمين مستقيما على شرعك ناصحا لعبادك قائدا لهم بكتابك وسنة رسولك فأيده على ذلك وأنصره على من عاداه ومن كان على خلاف ذلك فاهده إلى الحق أو أبدله بخير منه يا رب العالمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين من المشركين واليهود والنصارى والمنافقين يا رب العالمين اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام اللهم أنصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصر أخوانا في البوسنة والهرسك اللهم دمر الكروات والصرب اللهم دمر الكروات والصرب اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وأهزم جندهم وأجعل الذل والعار عليهم إلى يوم القيامة يا أرحم الراحمين وأكتب ذلك لمن عاونهم على المسلمين أنك على كل شيء قدير اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب أهزم الصرب والكروات وكل عدو للمسلمين أنك على كل شيء قدير أيها المسلمون إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون قبل أن أغادر هذا المنبر أحب أن انبه إلى أن بعض الناس يدخلون هذا المسجد والإمام والمؤذن يؤذن فيقفون وبمجرد انتهاء المؤذن من آذانه يكبرون تكبيرة الإحرام يقفون لعلهم يتابعون المؤذن لأن من تابع المؤذن فقال مثل قوله إلا في حي على الصلاة حي على الفلاح فيقول لا حولة ولا قوة إلا بالله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقام محمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد من قال ذلك حلت له شفاعة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكن إخواننا الذين يقفون وبمجرد ما ينتهي المؤذن يكبرون لا أظنهم يقولون هذا الذكر بعد الآذان ولكن إذا دخلت والمؤذن يؤذن يوم الجمعة فأبدأ بصلاة الركعتين ولا تتابع المؤذن وذلك لأن الإصغاء والاستماع إلى الخطبتين أهم فإن الاستماع إلى الخطبتين واجب لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الذي يتكلم والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفارا والذي يقول له أنصت ليست له جمعة ) وعلى هذا فيكون استماع الخطبة أهم من إجابة المؤذن فأنت صلي الركعتين حتى يتسنى لك سماع الخطبة كلها أما إذا كان الآذان في غير آذان الجمعة في غير آذان الجمعة الثاني فإنك تجيب المؤذن ثم تصلي ركعتين تحية المسجد أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم ...
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
منقول
من آداب الإسلام
إن الحمد لله ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنه لا معبود حقا إلا الله (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج:62) أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ختم الله به النبوة وأقام به الحجة على الأمة فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على محجة بيضاء ليلها كنهارها فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد
أيها المؤمنون فإنكم تقرءون في سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: من الآية3) هكذا يقول الله عز وجل (أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينكم وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) أي نعمة أكبر من نعمة الدين الذي أكمله الله تعالى لنا وختم به جميع الأديان السماوية فكانت الأديان السماوية منسوخة به إن هذا الدين الإسلامي لم يأت لم يأت لتنقيح العبادة بين الله وبين العباد لكنه أتى بذلك وأتى بأمور أخرى يحتاجها الناس في دينهم ودنياه وكل أنسان يمكنه أن تكون جميع حركاته وجميع سكناته عبادة تقربه إلى الله وذلك بالنية والإخلاص ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) ولقد جاء الدين الإسلامي دينا شاملا في العبادة وفي الأخلاق وفي المعاملة وفي السلوك فاتقوا الله أيها المسلمون واشكروا الله على هذه النعمة اشكروها بالقيام بما أوجب الله عليكم من العبادة والأخلاق والمعاملة حتى تكونوا بذلك شاكرين وحتى تزداد نعمة الله عليكم فإن الله تعالى يقول في كتابه (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (ابراهيم:7) ولقد بعث الله النبي محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليتمم به مكارم الأخلاق فتمم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مكارم الأخلاق تممها صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأقواله وأفعاله تركا وفعلا حتى تركنا ولله الحمد والمنة على طريق بيضاء ولقد جاء رجل من المشركين إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال (علمكم نبيكم حتى الخراءة ) قال أجل ومعنى ذلك أنه علمنا كل شيء حتى جلوسنا على قضاء الحاجة من بول وغائط وإن هذه الآداب التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لآداب شاملة عامة آداب في الأكل وآداب في الشرب آداب في التخلي من الأكل والشرب آداب في اللباس آداب في النوم آداب في دخول المنزل آداب في الخروج منه آداب في دخول السوق آداب آداب في دخول المسجد آداب في الخروج منه آداب في معاملة الناس آداب في كل شيء قال الله تعالى (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) (النحل: من الآية89) فما علينا أيها الأخوة إلا أن نقوم بهذه الآداب حتى ننال سعادة الدنيا والآخرة إن سعادة الدنيا والآخرة منشودة لكل نفس كل إنسان يطلبها ولكن أين توجد هذه السعادة إنها توجد في التزام الإنسان بشريعة الله عز وجل أما الآداب في الأكل والشرب فقد علم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته أن يقولوا عند الأكل والشرب بسم الله وأخبر أن من لم يسمي الله شاركه الشيطان في أكله وشربه هل ترضى أيها الأخ أن يشاركك عدوك في أكلك وشربك إنك لن ترضى بذلك إذا فما هو الذي يدفع العدو إنه أن تقول عند الأكل بسم الله وعند الشرب بسم الله وأعلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته أن يحمدوا الله إذا فرغوا من الأكل والشرب وقالإن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها) هل أنت تريد رضا ربك نعم كل مؤمن يريد رضا ربه وإن من أسباب رضا الله عن العبد أن يحمد الله إذا أكل وأن يحمد الله إذا شرب وأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أمته أن يأكلوا باليمين ويشربوا باليمين ونهاهم عن الأكل بالشمال والشرب بالشمال وأخبرهم أن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله أخبرهم بذلك تحذيرا من هذا العمل والأدلة الشرعية تدل على أن الأكل والشرب باليمين واجب وأن الأكل والشرب بالشمال حرام لا يجوز إلا عند الضرورة مثل أن تكون اليد اليمنى مشلولة أو مكسورة لا يستطيع رفعها إلى فمه وأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر الآكل مع غيره أن يأكل مما يليه ولا يأكل من حافة أخيه وأمر من فرغ من الأكل أمر أن يلعق الإناء ويلعق أصابعه وأما آداب التخلي من الأكل والشرب فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أراد البول أو الغائط أن يستتر عن الناس وجوبا في مقدار العورة واستحبابا فيما فوق ذلك قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه : ( انطلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعني ليقضي حتى توارى عني فقضي حاجته ) توارى عني يعني استتر عني وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من أتى الغائط فليستتر ) وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول عند دخول الخلاء : (أعوذ بالله من الخبث والخبائث) وإذا خرج منه قال : (غفرانك ) وإنما استعاذ من الخبث وهو الشر والخبائث وهم أهل الشر وأصلهم الشياطين لأن بيوت الخلاء بيوت قذره يسكنها الشياطين (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ) (النور:26) فتستعيذ بالله من الخبث والخبائث عند دخول الخلاء لئلا يعبث الشيطان فيك وكان صلى الله عليه وسلم يقول عند الخروج من الخلاء ( غفرانك ) قال بعض العلماء يقول غفرانك لأنه في حال قضاء حاجته لا يذكر الله فيستغفر الله تعالى من هذه الغفلة أو من هذا الإمساك عن الذكر ولكن هذا قول ضعيف والصواب أن الإنسان يسأل الله غفرانه إذا خرج من الخلاء لأنه إذا تخلى من المؤذي في بطنه فتذكر المؤذي من الآثام والذنوب فقال غفرانك هذه هي الحكمة بأن الإنسان إذا خرج من الخلاء قال غفرانك ونهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يستقبل الإنسان القبلة أو يستدبرها وهو يقضي حاجته وهو يبول أو يتغوط فلا يحل للإنسان إذا جلس على البول أو الغائط أن يجعل القبلة أمامه أو خلف ظهره قال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه قدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة فننحرف عنها ونستغفر الله ولكن إذا كنت في البنيان فلا حرج أن تستدبر القبلة لأن ابن عمر رضي الله عنهما قال بقيت يوماً على بيت حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة بهذه المناسبة الذين بنو مراحيضهم نحو القبلة أي في اتجاه القبلة أن يغيروها ويصرفوها حتى تكون القبلة إما عن يمينهم أو عن شمالهم أو عن شمالهم أو خلف ظهورهم وأن يجعلوا المراحيض مستقبلة القبلة لأن الأدلة تدل على تحريم ذلك الإنسان لا يملك الحياة لنفسه ربما يتمكن هو إذا جلس أن يجعل القبلة عن يمينه أو عن شماله لكن من بعده ومن كان من أهله غافلا لا يدرك ذلك فيكون إثمه عليه وعلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كيف يتطهر الإنسان من البول أو الغائط وأن لذلك طريقين أحدهما الماء فيغسل الإنسان ما أصابه من النجاسة حتى يطهر أما الطريق الثاني فهو الاستجمار بالأحجار أو ما يقوم مقامها من المناديل أو نحوها ولكن بشرط أن يكون ذلك بشيء طاهر منقي وألا ينقص بثلاث مسحات وألا يكون بروث أو عظام أو بشيء محترم وأما الآداب في اللباس فمن الآداب أن يبدأ الإنسان عند اللبس باليمين فيدخل يده اليمنى قبل اليسرى ورجله اليمنى قبل اليسرى وأما عند الخلع فبالعكس فيخلع اليسرى قبل اليمنى وإذا لبس ثوبا جديداً فليحمد الله الذي رزقه إياه من غير حول منه ولا قوة ورغب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في لبس الجميل حيث قال الصحابة إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم (إن الله جميل يحب الجمال ) أي يحب التجمل وذكر صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الكبر بطر الحق وغمط الناس و بطر الحق رده وغمط الناس احتقارهم وازدرائهم وحرم النبي صلى الله عليه وسلم من اللباس حرم لباس الذهب على ذكور أمته سواء كان خاتما أو قلادة أو سوارا أو ساعة أو قلما أو غير ذلك لا يجوز للإنسان الذكر أن يلبس شيئا من الذهب مطلقا وتوعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم توعد الرجل ينزل ثوبه أو سرواله أو عباته عن الكعبين وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم هكذا كررها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال أبو ذر رضي الله عنه: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله قال : (المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) المسبل يعني إزاره أو سرواله أو قميصه أو مشلحه أو غير ذلك مما يكون فيه الإسبال والمنان هو الذي إذا أعطى من بعطائه سواء أعطى صدقة أو هدية والمنفق سلعته بالحلف الكاذب وهوالتاجر يحلف أنه أعطي في السلعة كذا وكذا وهو كاذب أو أنه اشتراها بكذا وكذا وهو كاذب يحلف على ذلك ليأكل أموال الناس بالباطل وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) وحرم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يتشبه الرجال بالنساء أو النساء بالرجال في لباس أو غيره وكذلك أيضا لا يجوز للإنسان أن يلبس ثوبا فيه صورة أو مشلحا فيه صورة ولا يجوز للإنسان من رجل أو امرأة أن يلبس ثوباً فيه صورة سواء كانت هذه الصورة صورة أدمي أم صورة شيء آخر من الحيوان أما الأشجار فلا بأس بها أو حلي يلبس تلبسه النساء على صورة حيوان من فراشة أو غيرها وهذا لا يحل ولا يجوز وهو حرام على الباعة الذين يبيعون هذا وحرام على الذين يصنعونه وحرام على الذين يشترونه وحرام على اللاتي يلبسنه إذاً فما هو الطريق إذا كانت المرأة قد اشترت حليا على صورة حيوان ما هو الطريق ؛ الطريق إلى هذا سهل لأن الله تعالى ما خلق داءً إلا جعل له دواء والدواء أن تذهب إلى صانع الذهب وتقول له أزل رأس هذه الفراشة أو هذه الثعبان أو ما أشبه ذلك ثم تبقى لا محظور فيها لأن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وفي بيته صورة فقال له مر برأسها فلتقطع حتى تكون كهيئة الشجرة وأما الآداب في النوم فالسنة أن ينام الإنسان على الجنب الأيمن كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويقرأ آية الكرسي وهي معروفة لدى الجميع في أول الجزء الثالث في سورة البقرة يقرأ آية الكرسي إذا أوى إلى فراشه فإن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح ويقرأ كذلك قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس يجمع كفيه وينفث فيهما ويقرأ هذه السور الثلاث ثم يمسح بهما أي بيديه ما استطاع من جسده ثلاث مرات ويقول كذلك إذا أوى إلى فراشه بسمك اللهم أحيا وأموت ويقول كذلك إذا اضطجع باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فأرحمها وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وإذا استيقظ فليذكر الله تعالى وليقرأ قول الله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (آل عمران:190) حتى يكمل السورة سورة آل عمران وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا استيقظ قال : ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) ومن أراد المزيد من ذلك فعليه أن يقتني الكتب المؤلفة في هذا وهي كثيرة ولله الحمد ولكن ليحذر من الكتب التي لم تحقق ولم تعرض الأحاديث فيها لأن الأذكار يكثر فيها الأحاديث الضعيفة والأحاديث الموضوعة وأما الآداب في معاملة الناس فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك كلمة جامعة نافعة وهي ( أكمل المؤمنين أيمانا أحسنهم خلقا ) استمع أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا فكل ما كان الإنسان أحسن خلقا كان أكمل إيمانا هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) وقال : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره التقوى هاهنا التقوى هاهنا بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) يعني يكفي المسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم وهذا دليل على أن الإنسان إذا حقر أخاه فقد اكتسب شرا كثرا كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) أيها المسلمون تأدبوا بآداب الله تأدبوا بآداب الله تنالوا بذلك درجات الكمال والثواب فإن الله تعالى يقول في كتابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77) أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من فاعلي الخير والدعاة إليه وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وأسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم ممن تبعوهم بإحسان أنه على كل شيء قدير.
أما بعد
أيها الناس فإنه اشتهر عند كثيرا من الناس أن ليلة النصف هي الليلة التي يكتب فيها ما يكون في السنة واشتهر عندهم أن لها فضلا في الصلاة فيها واشتهر عندهم أن يوم النصف من شعبان يسن صيامه وحده وكل هذا ليس له أصل صحيح أما الأول فإن الليلة التي يكتب فيها ما يكون في السنة هي ليلة القدر لقول الله تبارك وتعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1) وقوله (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) (الدخان:3) إلى أن قال (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4) وقال تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1) وليلة القدر يعني ليلة الشرف وليلة التقدير وهي التي يقدرفيها ما يكون في السنة أما قيام تلك الليلة فإنه لم يصح فيها حديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فضل القيام فيها وإنما جاء فيها حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه ولكنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإنما اشتهر وإنما اشتهر تعظيمها عن بعض التابعين من أهل الشام وأنكر ذلك أهل الحجاز أما في عهد الصحابه فلم يشتهر تعظيمها ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيها حديث و على هذا فلا خصوصية للقيام فيها وأما صوم يومها فكذلك وأما صوم يومها صوم الليلة الخامسة عشرة فإنه أيضا ليس له أصل يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد مر علينا في الجمعة الماضية أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يكثر الصوم في شعبان فمن صام من شعبان شيئا يريد بذلك كثرة الصيام كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو صام الأيام الثلاثة البيض وهي اليوم الثالث عشر واليوم الرابع عشر واليوم الخامس عشر على أنها أيام بيض لا على أنها من شعبان فإن هذا لا بأس به لأن صيام الأيام الثلاثة الثالث عشر واليوم الرابع عشر واليوم الخامس عشر من السنة فاتقوا الله عباد الله وعليكم بما صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن فيه الكفاية عما سواه سواء كان في العبادات من الصوم والصلاة أو في الأذكار فإنما صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كافي في هداية الأمة ولو أن الأمة قامت به لنالت خيرا كثيرا ولكن من الناس من يتشبث بالأشياء الضعيفة ويدع الأشياء الصحيحة وهذا لا شك أنه من جهله فالإنسان ينبغي له أن يتتبع ما كان صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيعمل به وما لم يكن صحيحا فإنه لا يعمل به لأنه سوف يقال له بأي شيء تقربت إلى الله في هذه العبادة وإذا لم يكن لها أصل صحيح وجواب عن ذلك صحيح لأن العبادات الأصل فيها الحظر والمنع إلا ما ثبت في الشريعة أنه مشروع وعلى هذا فلا يجوز العمل بالأحاديث الضعيفة في إثبات شيء من الشرائع لا على وجه الاستحباب ولا على وجه الوجوب أيها المسلمون اعلموا خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم و هو ما صح عنه بنقل الثقات وليس كل ما ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكون صحيحا خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم تمتثلوا بذلك أمر ربكم وتؤدوا شيئا من حقوق نبيكم وتحصلوا علي ثواب أكثر مما عملتم فإنه صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله بها عشرا اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرض عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل اتباع المرسلين اللهم أرض عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرض عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم صغيرهم وكبيرهم يا رب العالمين اللهم هيئ لولاة أمور المسلمين بطانة صالحة تدلهم على الخير وتحثهم عليه و وتبين لهم الشر وتحذرهم منه يا رب العالمين اللهم أبعد عن ولاة أمور المسلمين كل بطانة سوء يا أرحم الراحمين اللهم من كان من ولاة أمور المسلمين مستقيما على شرعك ناصحا لعبادك قائدا لهم بكتابك وسنة رسولك فأيده على ذلك وأنصره على من عاداه ومن كان على خلاف ذلك فاهده إلى الحق أو أبدله بخير منه يا رب العالمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين من المشركين واليهود والنصارى والمنافقين يا رب العالمين اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام اللهم أنصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصر أخوانا في البوسنة والهرسك اللهم دمر الكروات والصرب اللهم دمر الكروات والصرب اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وأهزم جندهم وأجعل الذل والعار عليهم إلى يوم القيامة يا أرحم الراحمين وأكتب ذلك لمن عاونهم على المسلمين أنك على كل شيء قدير اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب أهزم الصرب والكروات وكل عدو للمسلمين أنك على كل شيء قدير أيها المسلمون إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون قبل أن أغادر هذا المنبر أحب أن انبه إلى أن بعض الناس يدخلون هذا المسجد والإمام والمؤذن يؤذن فيقفون وبمجرد انتهاء المؤذن من آذانه يكبرون تكبيرة الإحرام يقفون لعلهم يتابعون المؤذن لأن من تابع المؤذن فقال مثل قوله إلا في حي على الصلاة حي على الفلاح فيقول لا حولة ولا قوة إلا بالله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقام محمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد من قال ذلك حلت له شفاعة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكن إخواننا الذين يقفون وبمجرد ما ينتهي المؤذن يكبرون لا أظنهم يقولون هذا الذكر بعد الآذان ولكن إذا دخلت والمؤذن يؤذن يوم الجمعة فأبدأ بصلاة الركعتين ولا تتابع المؤذن وذلك لأن الإصغاء والاستماع إلى الخطبتين أهم فإن الاستماع إلى الخطبتين واجب لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الذي يتكلم والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفارا والذي يقول له أنصت ليست له جمعة ) وعلى هذا فيكون استماع الخطبة أهم من إجابة المؤذن فأنت صلي الركعتين حتى يتسنى لك سماع الخطبة كلها أما إذا كان الآذان في غير آذان الجمعة في غير آذان الجمعة الثاني فإنك تجيب المؤذن ثم تصلي ركعتين تحية المسجد أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم ...
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
منقول
زكريا محمد وحيد- عدد المساهمات : 1167
تاريخ التسجيل : 16/10/2010
العمر : 74
الموقع : العباسيه القاهره
مواضيع مماثلة
» اذكروا نعمة الله تعالى عليكم بدين الإسلام الذي هداكم له - الشيخ محمد بن صالح العثيمين
» غدر اليهود - الشيخ محمد بن صالح العثيمين
» الربا - الشيخ محمد بن صالح العثيمين
» الكذب - الشيخ محمد بن صالح العثيمين
» الأمر بالمعروف - الشيخ محمد بن صالح العثيمين
» غدر اليهود - الشيخ محمد بن صالح العثيمين
» الربا - الشيخ محمد بن صالح العثيمين
» الكذب - الشيخ محمد بن صالح العثيمين
» الأمر بالمعروف - الشيخ محمد بن صالح العثيمين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى