الخليفه المأمون يكتشف هرم خوفو

جريدة الأخبار 29/5/2007 م السنة 55 العدد 17194 عن مقالة بعنوان " مصر القديمة - الخليفة المأمون يكتشف هرم خوفو "بقلم :جمال بدوي
بعد الفتح الاسلامي: نسج العرب قصة أسطورية أخري حول الاهرامات نسبوها إلي الصائبة ­ عبدة النجوم والكواكب في الجزيرة العربية وحاران السورية. ويروي لنا المؤرخ السعودي عن عرب اليمن: ان الهرمين الكبيرين بالجيزة هما مقبرتا ملوكها الاوائل: الاول هوشداد بن عاد، والآخر لملوكهم الذين هزموا المصريين' وربما كان هذا وليد ذكري غزو الهكسوس لمصر في الالف الثاني قبل الميلاد.
واحتلت القصص الاسطورية حول الاهرامات مكانة بارزة في قصص ألف ليلة وليلة، كما شغلت عقول العرب المؤلفين بالعالم الخيالي فتناقلها بعضهم عن بعض حتي عمد الخليفة 'المأمون' إلي اختراق هرم خوفو عندما جاء إلي عام 820م.
وبناء علي الرواية الاساسية فان 'المأمون' امر بشق فتحة في الجدار الخارجي، واستمر العمل لعدة أيام بواسطة المطارق والاعمدة الحديدية وكان يصب الخل البارد علي الاحجار الساخنة بفعل النار.
يقول الدكتورحواس: يبدو ان ما وصلنا من أدلة عن كيفية قيام المأمون بعمل الفتحة الشهيرة، والتي لاتزال مستخدمة حتي الآن في الدخول إلي الهرم: يمكن تصديقها، اذ يروي ان سمك جدار الهرم كان حوالي عشرين ذراعا، وباختراقه عثروا علي آنية خضراء وكمية من العملات الذهبية، وبحساب قيمتها وجد انها تساوي تماما ما انفقه المأمون علي دخول الهرم. فتعجب المأمون كيف ان القدماء قد استطاعوا ان يخبروا بكل دقة قدر ما ينفق من مال علي القيام بفتح الهرم!
وما قام به 'المأمون' هو عمل ذلك المدخل والممر غير المنتظم في الصخر الاصم بالجهة الشمالية من هرم خوفو، وهو المدخل الذي يستعمله اليوم زوار الهرم، ويقع في منتصف الجهة الشمالية للهرم علي بعد سبعة امتار من المدخل الرئيسي للهرم الذي اغلق باحجار ضخمة جمالونية، بينما يستمر مدخل المأمون افقيا لحوالي 35 مترا حتي ينتهي خلف نقطة التقاء الممر الهابط بالممر الصاعد خلف الكتل الجرانيتية الثلاث التي تغلق النهاية السفلي للممر الصاعد.
ويعبر الدكتور حواس عن أسفه الشديد لان ما تذكره الروايات التاريخية عن الكنوز التي عثر عليها المأمون ورجاله: لانجد ما يؤكدها تاريخيا.. ومما قيل عن تلك الكنوز انه عثر علي اناء يصب منه ماء لا ينضب، وانه عثر علي اكوام من العملات الذهبية، في حين انه لم تكن هناك عملات ذهبية او غير ذهبية في عصر بناء الاهرام، وقيل كذلك انه عثر علي ديك مصنوع من حجر كريم وعيون مرصعة في حين انه لم يكن هناك دجاج في الدولة القديمة.. وغيره وغيره كثير.
لقد نجح الخليفة المأمون في الوصول إلي ممر صاعد ضيق ليس من اليسير النظر إليه لما يلقيه من رعب شديد في قلوب الناظرين ومن الصعب دخوله، وفي نهايته تقع حجرة شبه مربعة محيطها ثمانية اذرع وبداخلها تابوت، وبانتزاع غطائه لم يعثر بداخله علي شيء فيما عدا بعض العظام المهترئة تماما بفعل الزمن، وعن ذلك منع الخليفة أية محاولات اخري لاستكمال الكشف حيث كانت النفقات عظيمة.