محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاته وابناءه واسماؤه صفاته
صفحة 1 من اصل 1
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاته وابناءه واسماؤه صفاته
المصحف العثماني، أقدم نسخة من القرآن.
القرآن هو معجزة النبي محمد، ومعجزة الإسلام التي تحدى بها العالم أن يأتوا بمثلها. حيث ورد في القرآن: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾. فكان القرآن هو المعجزة الأساسية التي جاء بها النبي محمد متحدياً العالم أن يأتوا بمثلها، ووفقا لمنظور المسلمين فإنه معجزة الإسلام الحية، والتي تُعجز الناس حتى آخر العصور أن يأتوا بمثلها. ويتمثل إعجاز القرآن لغته، حيث جاء القرآن بلغة عربية فصيحة، قال القرآن:﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ وفي قوله:﴿قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ بيان إلى أن القرآن بيان عربي لا خطأ فيه، فكان الإعجاز اللغوي هو أول وأهم أسباب إعجاز القرآن، لذا لا يسمح علماء السنة بترجمة ألفاظ القرآن، ويعتبرون ترجمة القرآن مستحيلة، بينما يسمحون بترجمة معانيه. والإعجاز اللغوي يشمل قوة اللفظ وجماله، وصحة التكوين، وبلاغة الذكر والاختصار. كما ظهر حديثا تيار يعتقد بوجود إعجاز علمي في القرآن، حيث تفسر بعض الآيات على أنها تثبت نظريات علمية لم يكتشفها العالم إلا بعد فترة طويلة جدا من ظهور القرآن.
وتحتوي الآثار الإسلامية على عدة معجزات أخرى لمحمد والتي حدثت بين أصحابه. يؤمن المسلمون أن الرسول محمدا أتى بعدد من المعجزات موجودة في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي؛ ويشير القرآن في عدة مواضع أن الرسول لم يُؤْتَ آيات أو معجزات كآيات الرسل من قبله وإنما أوتي القرآن، فهو معجزته الأساسية الباقية. من تلك المعجزات الأخرى انشقاق القمر، وتسبيح الحصي بين يديه وهناك معجزات أخرى.
Crystal Clear app kdict.png طالع أيضا :معجزات محمد
[عدل] السنة
Crystal Clear app kdict.png مقالات تفصيلية :سنة نبوية و حديث نبوي
السنة هي كل ما ورد عن محمد من أقوال وأفعال وتقارير. وهي موجودة حاليا في صورة أحاديث يؤمن المسلمون أنها نقلت شفهيا عن الرسول ثم تم تدوينها في كتب الحديث. وعمل علماء الدين المسلمون على إنشاء ضوابط لهذه الأحاديث للتأكد من صحتها، فظهرت مجالات علوم الحديث مثل علم تدوين الحديث وعلم أصول الحديث وعلم مصطلح الحديث وعلم دراية الحديث وغيرها. وتتناول السنة مجموعة واسعة من المجالات مثل شرح القرآن وأسس العقيدة الإسلامية وكيفية أداء الشعائر الدينية؛ وعلى جانب آخر تتناول آدابا عامة مثل آداب الطعام والحديث وحق الطريق وحق الجار؛ كما تحتوي على نصائح للفرد المسلم مثل الحث على النظافة الشخصية. تفاصيل العديد من الشعائر الإسلامية الكبرى مثل الصلوات، والصيام والحج توجد فقط في السنة ولا توجد في القرآن مفصلة.[151] السنة أيضا لعبت دورا رئيسيا في تطوير العلوم الدينية الإسلامية فقد ساهمت بشكل أساسي في تكوين الشريعة الإسلامية، ابتداء من نهاية القرن الإسلامي الأول.[152]
[عدل] زوجاته وأبناؤه
Crystal Clear app kdict.png مقالات تفصيلية :أهل البيت و أمهات المؤمنين
زوجات محمد بن عبد الله والمعروفات بأمهات المؤمنين
[عدل] زوجاته
زوجات محمد يعرفن في الإسلام بـ أمهات المؤمنين. وعددهن اثنتا عشرة زوجة، هن بالترتيب، (كما ذكره الحافظ عبد الرحيم العراقي)[153]:
الزوجة سنة الزواج سنة الوفاة
خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية - ولم يتزوج غيرها إلا بعد وفاتها. 28 ق.هـ 3 ق.هـ
سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية. 3 ق. هـ 54 هـ
عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة القرشية التيمية. 2 ق.هـ 56 هـ
حفصة بنت عمر بن الخطاب القرشية العدوية. 2 هـ أو 3 هـ 45 هـ
زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية. 3 هـ أو 4 هـ 4 هـ
أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية. 4 هـ 58 هـ
زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية. 4 هـ أو 5 هـ 20 هـ
جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية. 5 هـ أو 6 هـ 50 هـ
مارية بنت شمعون القبطية 7 هـ 16 هـ
أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب القرشية الأموية 7 هـ 44 هـ
صفية بنت حيي بن أخطب الإسرائيلية الهارونية النضيرية. 7 هـ 50 هـ
ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية. 7 هـ 51 هـ
[عدل] أولاده
لمحمد سبعة أولاد: ثلاثة بنين وأربع بنات، جميعهم من زوجته أم المؤمنين خديجة إلا إبراهيم فهو من مارية.
الذكور: 1.القاسم 2.عبد الله 3.إبراهيم
الإناث: 1.زينب 2.رقية 3.فاطمة الزهراء 4.أم كلثوم
أبناء وبنت رسول الله صلى الله عليه وعليهم وسلم
وكل أولاده ماتوا في حياته إلا فاطمة فإنها توفيت بعده [154]
[عدل] الموالي والإماء
كما امتلك محمد عددا من الموالي، منهم:[155][156]
* زيد بن حارثة وكان قد تبناه قبل الإسلام، لكن الإسلام عاد وألغى التبني.[157]
* أسامة بن زيد.
* ثوبان بن بجدد.
* أبو هند.
* أبو لبابة.
ومن الإماء:
* مارية القبطية وهي جارية أرسلها مقوقس مصر كهدية مع رسول محمد الذي دعاه إلى الإسلام. ويقال إنه تزوجها فيما بعد وهناك مصادر تنفي زواجه بها. وقد أنجب منها ولده إبراهيم.
* سيرين وهي أخت مارية، أهداها إلى حسان بن ثابت المعروف بشاعر الرسول. وتزوجها حسان لاحقا.
* ريحانة بنت زيد وهي إحدى سبايا بني قريظة، وقد عرض عليها الدخول في الإسلام والزواج منه إلا أنها رفضت.
أسماؤه
لغويا، يعني اسم "محمد": الشخص المحمود حمدا كثيرا[158]، وتوجد في الآثار الإسلامية أحاديث حول أسمائه مثل:
روي عن جبير بن مطعم في رواية للبخاري ومسلم، قال :
محمد سمّي لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء فقال: أنا محمد وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشَرُ الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي
محمد
روي عن أبي موسى الأشعري في رواية لمسلم، قال :
محمد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء، فقال: أنا محمد وأحمد والمقفى والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة
محمد
وقد اختلف رجال الدين الإسلامي في أسماء كثيرة، هل تصح نسبتها إلى نبي الإسلام أو لا، فأدى ذلك إلى اختلافهم في تعداد هذه الأسماء فجعلها بعضهم كعدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسما، وعد منها الجزولي في "دلائل الخيرات" مائتي اسم، وأوصلها ابن دحية في كتابه "المستوفى في أسماء المصطفى" نحو ثلاثمائة اسم. وقد كان من أهم أسباب الخلاف أن بعضهم رأى كل وصف وُصف به النبي في القرآن من أسمائه. في حين قال آخرون: إن هذه أوصاف وليست أسماء أعلام. قال النووي: بعض هذه المذكورات صفات، فإطلاق الأسماء عليها إنما هو مجاز.[159] ويقول السيوطي: وأكثرها صفات.[160]
وقد صنف العلماء في جمع أسماء نبي الإسلام مصنفات كثيرة، تزيد على الأربعة عشر مصنفا، وهي: لابن دحية، والقرطبي، والرصاع، والسخاوي، والسيوطي، وابن فارس، والجزولي، ويوسف النبهاني، وغيرهم. منها: " الرياض الأنيقة في شرح أسماء خيرالخليقة" للسيوطي.
وقد جمع الحافظ عبد الرحيم العراقي بعض أسماء النبي في أبيات من الشعر، هي[161]:
محمّد مع المقفّي أحمدا الحاشر العاقب والماحِي الرَّدَى
وهو المسمى بنَبيّ الرَّحمة في مسلم وبنبيّ التوبة
وفيه أيضاً بنبيّ الملحمة وفي رِواية: نبيّ المرحمة
طَهَ ويَاسِين مع الرَّسول كذاك عبداللَّه في التّنزيل
والمتوكّل النّبيّ الأمِّي والرَّؤوف الرَّحيم أيّ رُحْم
وشَاهدا مبَشرا نذيرا كذَا سراجاً، صِلْ به مُنِيرا
كذا به المزَّمِّل المدَّثّر وداعياً للَّه والمُذَكِّر
ورحمة ونعمةٌ وهادِي وغيرها تجِلُّ عَن تَعدَادِ
وقد وعى ابن العربيِ سبعة من بعد ستِّين، وقيل: تسعة
من بعد تسعين، ولابن دحيَةِ: الفحص يوفِيهَا ثَلاَثَ مِئةِ
وكَونها ألفاً ففِي العارِضَةِ ذكَرَه عن بعض ذي الصُّوفيَّة
وفي ما يلي بعض ما ورد من أسمائه وصفاته وألقابه:[162]
* محمد، ولم يُسمّ أحد بهذا الاسم قبله إلا قبيل مبعثه عندما سمعت العرب بقرب ظهور نبي باسم محمد، فسمى قوم قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء أن يكون هو النبي.[163].
* أحمد، الاسم الذي أتى بالكتب وبشرت به الأنبياء من قبل[164].
* أبو القاسم.
* الماحي.
* المقفّي (أي: آخر الأنبياء).
* الحاشر.
* العاقب (أي: آخر الأنبياء).
* نبي التوبة.
* نبي الرحمة.
* نبي المرحمة.
* نبي التوبة[165].
* نبي الملحمة[166].
* الرحمة المهداة[167].
* سيد ولد آدم[168].
* حبيب الرحمن.
* المختار.
* المصطفى.
* المجتبى.
* الصادق.
* المصدوق.
* الأمين.
* صاحب الشفاعة والمقام المحمود.
* صاحب الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة.
* صاحب التاج والمعراج.
* إمام المتقين.
* سيد المرسلين.
* قائد الغر المحجلين.
* النبي الأمّي.
* رسول الله.
* خاتم النبيين.
* المزمل.
* المدثر.
* المذكر
* المنذر.
* الشاهد.
* المبشر والبشير.
* النذير.
* الداعي إلى الله.
* السراج المنير.
* النور[169].
* الحق.
* الهادي.
* الكريم.
* الرؤوف الرحيم[170].
* قدم صدق[171]
* العروة الوثقى.
* الصراط المستقيم.
* النجم الثاقب.
* طه، على خلاف بين العلماء.
* يس، على خلاف بين العلماء.
[عدل] صفته الشكلية
وردت العديد من الروايات عن الصحابة في وصف محمد بن عبد الله. قال الصحابي حسان بن ثابت شاعر الرسول في وصف جمال خلقته:
وأجمل منك لم تر قط عين وأكمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءا من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء
وقد جمع المسلمون ما توارثوه من وصف خلقة نبيّهم في كتب كثيرة عرفت باسم كتب الشمائل، وأشهر هذه الكتب هو (الشمائل المحمدية)، لالترمذي. حيث ذكر فيه أحاديث كثيرة في وصفه، وكان مما جاء فيه مفرقا:[172]
* جسمه: كان فخما مفخما، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه. وكان رجلاً مربوعًا، ليس بالطويل ولا بالقصير، وكان إلى الطول أقرب، لم يكن يماشي أحدًا من الناس إلا طاله، ولا جلس في مجلس إلا يكون كتفه أعلى من الجالسين. وكان معتدل الخَلق، حسن الجسم، متماسك البدن، أنور المتجرد (ما تجرد من جسده).
* لونه: كان أزهر اللون، ليس بالأبيض الأمهق (أي لم يكن شديد البياض والبرص)، ولا بالآدم (الأسمر).
* رأسه وشعره: كان ضخم الرأس، عظيم الهامة. كان شعره أسمر اللون ولم يكن بالجعد القَطَط (شديد الجعودة) ولا بالسَّبِط (المرسل)، كان جعدًا رِجلا (فيه تثن قليل). وكان شعره يصل إلى أنصاف أذنيه حينًا ويرسله أحيانًا فيصل إلى شَحمَة أُذُنيه أو بين أذنيه وعاتقه، وغاية طوله أن يضرب مَنكِبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق. ولم يحلق رأسه بالكلية في سنوات الهجرة إلا عام الحديبية، ثم عام عمرة القضاء، ثم عام حجة الوداع. كان يرسل شعره، ثم ترك ذلك وصار يفرقه من وسط الرأس. توفاه الله وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.
* عنقه: كانت عنقه كأنها جيد دُمية في صفاء الفضة.
* ذراعاه ويداه: كان طويل الزندين (الذراعين) أشعرهما (كثيرا الشعر)، رحب الراحة (الكف) شثن الكفين والقدمين (غليظ الأصابع)، سائل الأطراف (أصابعه طويلة ليست بمنعقدة).
* إبطاه: كان أبيض الإبطين، وهي من علامات النبوة.
* منكباه وصدره وبطنه: كان منكباه واسعين، كثيري الشعر، وكذا أعالي الصدر. وكان عاري الثديين والبطن. سواء البطن والصدر، عريض الصدر. طويل المسربة موصول ما بين اللبة (النقرة التي فوق الصدر) والسرة بشعر يجري كالخيط.
* مفاصله: كان ضخم الكراديس (المفاصل).
* خاتم النبوة: غُدّة حمراء مثل بيضة الحمامة، أو مثل الهلال، فيها شعرات مجتمعات كانت بين كتفيه. وهي من علامات النبوة.
* وجهه: كان أسيل الوجه (المستوي) سهل الخدين ولم يكن مستديرًا غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة.
* جبينه: كان واسع الجبين (ممتد الجبين طولاً وعرضاً) مستويا.
* حاجباه: كان حاجباه قويين مقوَّسين، متّصلين اتصالاً خفيفًا، لا يُرى اتصالهما إلا أن يكون مسافرًا وذلك بسبب غبار السفر. بينهما عرق يدرّه الغضب.
* عيناه: كان أشكل (طويل شِق العينين) أدعج (شديد سواد العينين) في بياضها حمرة (عروق حمر رقاق) وهي من دلائل نبوته. وكانت عيناه واسعتين جميلتين. ذات أهداب طويلة (الرموش) كثيرة حتى تكاد تلتبس من كثرتها. إذا نظر إليه الشخص قال أكحل العينين وهو ليس بأكحل.
* أنفه: يحسبه من لم يتأمله أشم ولم يكن أشم(الشمم ارتفاع في قصبة الأنف مع اسـتواء أعلاه وإشراف الأرنبة قليلا)، وكان مستقيمًا، أقنى (طويلاً في وسطه بعض ارتفاع)، مع دقة أرنبته (هي ما لان من الأنف).
* فمه وأسنانه: كان ضليع الفم (واسع)، أحسن الناس شفتين وألطفهم ختم فم. أشنب (في أسنانه رقة وتحدد) مفلج الأسنان (متفرق الأسنان) إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه.
* لحيته: كان حسن اللحية، كثّ اللحية (كثير منابت الشعر)، وكانت عنفقته (هي الشعر الذي يظهر تحت الشفة السفلى وفوق الذقن) بارزة وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يصل اللحية.
* قدماه: كان ضخم القدمين، يطأ الأرض بقدمه كلها ليس لها أخمص (الجزء المرتفع عن الأرض من القدم).
وقد اشتهرت قصة عن الصحابية أم معبد حيث وصفته أجمل الوصف والقصة هي[173]:
عندما كان النبي مهاجرًا من مكة إلى المدينة ومعه أبو بكر، وعامر بن فهيرة مولى أبى بكر، ودليلهم عبد اللَّه بن أريقط اشتد بهم العطش، وبلغ الجوع بهم منتهاه، جاءوا إلى أم معبد ونزلوا بخيمتها، وطلبوا منها أن يشتروا لحمًا وتمرًا، فلم يجدوا عندها شيئًا، فنظر النبي في جانب الخيمة فوجد شاة، فسألها: يا أم معبد! هل بها من لبن؟ قالت: لا. هي أجهد من ذلك (أى أنها أضعف من أن تُحلب)، فقال: أتأذنين لى أن أحلبها؟ قالت: نعم، إن رأيت بها حلبًا، فمسح ضرعها بيده الشريفة، وسمَّى اللَّه، ودعا لأم معبد في شاتها، فدرّت واجترّت، فدعاها وطلب منها إناءً، ثم حلب فيه حتى امتلأ عن آخره، وقدَّمه إليها فشربت، حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رَوُوا، وشرب آخرهم. ثم حلب ثانيًا، وتركه عندها، وارتحلوا عنها. فما لبثت إلا قليلاً حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أَعْنُزًا عجافًا هزالاً، تسير سيرًا ضعيفًا لشدة ضعفها، فلمّا رأى اللبن عجب، وقال: من أين هذا يا أم معبد، والشاة عازب بعيدة عن المرعي، حيال غير حامل، ولا حَلُوبةَ في البيت؟ قالت: مرّ بنا رجل كريم مبارك، كان من حديثه كذا وكذا! قال: صفيه لى يا أم معبد. فقالت: إنه رجلٌ ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أى أبيض واضح ما بين الحاجبين كأنه يضيء)، حسن الخِلقة، لم تُزْرِ به صِعلة (أى لم يعيبه صغر في رأس، ولا خفة ولا نحول في بدن)، ولم تَعِبْه ثجلة (الثجلة: ضخامة البطن)، وسيمًا قسيمًا، في عينيه دَعَج (شدة سواد العين)، وفى أشفاره عطف (طول أهداب العين)، وفى عنقه سَطَع (السطع: الطول)، وفى صوته صَحَل (بـحّة)، وفى لحيته كثافة، أحور أكحل، أزَجُّ أقرن (الزجج: هو تقوس في الحواجب مع طول وامتداد، والأقرن: المتصل الحواجب)، إن صمتَ فعليه الوقار، وإن تكلم سَمَا وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هَدر، وكأن منطقه خرزات نظم تَنحدر (أي: كلامه بيّن وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، رَبْعَة لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه العين من قِصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، (تقصد أبا بكر، وابن أريقط؛ لأن عامر بن فهيرة كان بعيدًا عنهم يعفى آثارهم) أحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفّون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود (أى يحفه الناس ويخدمونه). لا عابس ولا مُفنّد (المفند هو ضعيف الرأي). فقال أبو معبد: هو واللَّه صاحب قريش، الذي ذُكر لنا من أمره ما ذُكر بمكة، ولو كنت وافقتُه لالتمستُ صحبته، ولأفعلن إن وجدتُ إلى ذلك سبيلاً، فأعدت أم معبد وزوجها العدة؛ كى يلحقا برسول الله في المدينة، وهناك أسلما، ودخلا في الإسلام.
زكريا محمد وحيد- عدد المساهمات : 1167
تاريخ التسجيل : 16/10/2010
العمر : 74
الموقع : العباسيه القاهره
رد: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاته وابناءه واسماؤه صفاته
استكمالا لما سبق عن الرسول الكريم وهو البحث المنقول عن الموسوعه العالميه الحره ويكيبيديا
زكريا محمد وحيد- عدد المساهمات : 1167
تاريخ التسجيل : 16/10/2010
العمر : 74
الموقع : العباسيه القاهره
مواضيع مماثلة
» محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم(تابع ماقبله)
» محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» محمد صلى الله عليه وسلم وثائقي
» من مزاح الرسول صلى الله عليه وسلم/محمد حسين علي ابراهيم
» من شمائل النبي صلي الله عليه وسلم - الشيخ محمد بن صالح العثيمين
» محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» محمد صلى الله عليه وسلم وثائقي
» من مزاح الرسول صلى الله عليه وسلم/محمد حسين علي ابراهيم
» من شمائل النبي صلي الله عليه وسلم - الشيخ محمد بن صالح العثيمين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى