سقاية العباس بن عبد المطلب
صفحة 1 من اصل 1
سقاية العباس بن عبد المطلب
السقاية ومآثر قريش
إن أول ما نبعت بئر زمزم من تحت قدم أبينا إسماعيل بن خليل الرحمن نبي الله إبراهيم وقد حافظ إسماعيل عليها هو وأبنائه إلى أن دفنت وما دفن فيه، إلى أن أتى زمن عبدالمطلب بن هاشم وقد شح الماء في مكة وكذلك الرؤيا التي رآها وقد حدد فيها موقع بئر زمزم وحفرها رغم منازعة قريش له فيها وانتصر عليهم برغم أنه في ذلك الوقت لم يكن له سوى ابن واحد يعمل معه وهو الحارث بن عبدالمطلب
تلك الحادثة التي جعلته يقول لان رزقني الله بعشرة من الولد لأذبح أحدهم وقد رزقه الله بهم وقصة إبراره بقسمه ذكرت في كتب التاريخ والسير إلى أن أنجا الله والد نبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب صلى الله عليه وآله وسلم من الذبح وفدي بمائه من الإبل.
وأستمر بئر زمزم يفيض بسقياه للحجاج وغيرهممن لجدنا عبدالمطلب بن هاشم إلى أن انتقلت ووصلت إلى ابنه العباس في الجاهلية واستمرت معه في الإسلام وهي من مكارم قريش الأساسية في الجاهلية.
و يذكر مكارم قريش في الجاهلية وتوزيعها على بطون قريش ومن القائمين عليها وهي:-
عمارة المسجد الحرام :- فكانت للعباس بن عبد المطلب .
بئر زمزم والسقاية :- فكانت للعباس بن عبدالمطلب .
راية الحرب وتدعى العُقاب :- وكانت عند أبي سفيان راية الرئيس.
الرفادة:- وكانت الرِّفادة إلى الحارث بن عامر من نوفل.
المشورة:- وكانت المشورة إلى يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد.
والسدانة:- الخزانة مع الحجابة واللواء، وكانت سِدانة البيت واللواء إلى عثمان بن طلحة بن عبد العزى.
والأشناق:- الديات. وكانت الأشناق إلى أبي بكر الصديق.
السفارة:- وكانت السفارة في الجاهلية لعمر بن الخطاب .
القبة والأعنة:- وكانت إلى خالد بن الوليد .
الأيسار وهي الأزلام:- وكانت إلى صفوان بن أمية.
الحكومة والأموال:- وكانت إلى الحارث بن قيس.
ولم تزل هذه المناصب في قريش إلى أن جاء الله بالإسلام، ودخل رسول الله مكة عام الفتح عام ثمان من الهجرة، وقد صارت الحجابة إلى عثمان بن أبي طلحة من بني عبد الدار، وصارت السقاية إلى العباس بن عبد المطلب، فقبض النبي على السقاية والحجابة، فقام العباس فبسط يده، وقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، اجمع لي الحجابة إلى السقاية، فقال : أعطيكم ما ترزءون فيه ولا ترزءون به، فقام بين عضادتي باب الكعبة فقال: ألا إن كل دم أو مال أو مأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي هاتين، إلاسقاية الحاج وسدانة الكعبة، فإني قد أمضيتها لأهلهما على ما كانتا عليه في الجاهلية.
وانه بعد الفتح أبطلت جميع وظائف قريش إلا السقاية والحجابة وذلك لقيام الدولة الإسلامية وتوليها تلك الوظائف. قال سعيد بن المسيب: لما دخل رسول الله مكة ففتحها، أخذ المفتاح بيده ثم قام للناس، فقال: هل من متكلم؟ هل من أحد يتكلم؟ قال: فتطاول العباس ورجال من بني هاشم رجاء أن يدفعها إليهم مع السقاية، قال: فقال لعثمان بن طلحة:تعال. قال: فجاء فوضعها في يده. وقال الزهري: إن النبي دفع المفتاح إلى عثمان، وقال له: يا عثمان، غيبوه. قال جبير بن مطعم في روايته: فلذلك تغيب المفتاح. (سنن أبي داود)وصححه الألباني
2021 حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد عن حميد عن بكر بن عبد الله قال قال رجل لابن عباس ما بال أهل هذا البيت يسقون الماء وبنو عمهم يسقون اللبن والعسل والسويق أبخل بهم أم حاجة فقال ابن عباس ما بنا من بخل ولا بنا من حاجة ولكن دخل رسول الله على راحلته وخلفه أسامة بن زيد فدعا رسول الله بشراب فأتي الماء فشرب منه ودفع فضله إلى أسامة بن زيد فشرب منه ثم قال رسول الله أحسنتم وأجملتم كذلك فافعلوا فنحن هكذا لا نريد أن نغير ما قاله رسول الله .
حديث جابر بن عبد الله في صحيح مسلم في ذكر صفة حج النبي فقال فيه: (فأتى بنى عبد المطلب وهم يسقون علىزمزم فقال : انزعوا بنى عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه)
وكذلك ما جاء في صحيح البخاري حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ اسْتَأْذَنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَأيَتِهِ فَأَذِنَ لَهُ.
واستمر العباس رضي الله وبنيه في خدمة زمزم وكان يتحمل تكاليفها (وكان للعباس مالٌ بالطائف، كرمٌ كان يحمل زبيبه إليها فينبذ في الجاهلية والإسلام)، وذلك صدقًا لقول رسول الله له يوم الفتح عندما سأله جمع الحجابة والسقاية له فقال: يا نبي الله، بأبي أنت، اجمع لنا الحجابة والسقاية.
فقال رسول الله : أعطيكم ما ترزؤون فيه، ولا أعطيكم ما ترزؤون منه. إلى أن جاء رسول الله لحجة الوداع فتأكد أحقية العباس وبنيه ببئر زمزم والسقاية وهو ما ذكر في أحاديثة صلوات الله وسلامه عليه.
تاربخ سقاية العباس
قال الأزرقي -رحمه الله-: فأما السقاية فحياض من آدم كانت على عهد قصي توضع بفناء الكعبة ويستقى فيها الماء العذب من الآبار على الإبل ويسقى بها الحاج. ولم تزل بيد عبد مناف؛ فكان يسقي الناس من “بئر كر آدم”، و“بئر خم” على الإبل في المزاد والقِرَب، ثم يسكب ذلك الماء في حياض من أدم بفناء الكعبة، فيردُه الحاجّ حتى يتفرقوا، وكان يستعذب ذلك الماء، وقد كان قصي حفر بمكة آبارًا، وكان الماء بمكة عزيزًا، إنما يشرب الناس من آبار خارجة الحرم. فأول ما حفر قصي بمكة؛ حفر بئرًا يقال لها “العجول، وكان موضعها في دار أم هانئ بنت أبي طالب بالحزورة، وكانت للعرب إذا قدمت مكة يرِدُونها فيسقون منها ويتراجزون عليها.
وكانت لعبدالمطلب إبل كثيرة، فإذا كان الموسم جمعها ثم سقى لبنها بالعسل في حوض أدم عند زمزم، ويشتري الزبيب فينبذه بماء زمزم ويسقيه الحاج، لأنه يكسر غِلَظَ ماء زمزم، وكانت إذ ذاك غليظة جدًا. وكان الناس إذ ذاك لهم في بيوتهم أسقية يستقون فيها الماء من هذه البيار ثم ينبذون فيها القبضات من الزبيب والتمر لأن يكسر عنهم غِلَظ ماء أبيار مكة، وكان الماء العذب بمكة عزيزًا، لا يوجد إلا لإنسان يستعذب له من بئر ميمون وخارج من مكة، فلبث عبدالمطلب يسقي الناس حتى توفي، فقام بأمر السقاية بعده العباس بن عبدالمطلب فلم تزل في يده، وكان للعباس كرْمٌ بالطائف، فكان يحمل زبيبه إليه، وكان يُداينُ أهل الطائف ويقتضي منهم الزبيب، وينبذ ُ ذلك كله ويسقيه الحاج أيام الموسم حتى ينقضي في الجاهلية وصدر الإسلام حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة يوم الفتح، فقبض السقاية من العباس بن عبدالمطلب، والحجابة من عثمان بن طلحة، فقام العباس بن عبدالمطلب، فبسط يده، وقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، اجمع لنا الحجابة والسقاية، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطيكم ما ترزءون فيه ولا ترزءون منه. فقام بين عضادتي باب الكعبة فقال: “ألا كل دمٍ أو مالٍ أو مأثرةٍ كانت في الجاهلية، فهي تحت قَدَمَيَّ هاتين إلا سقاية الحاجّ وسدانة الكعبة ؛ فإني قد أمضيتهما لأهلهاعلى ما كانت عليه في الجاهلية فقبضها العباس فكانت في يده حتى تُوُفي، فوليها بعده عبدالله بن عباس حتى توفي ثم صارت إلى علي بن عبدالله بن عباس يفعل فيها كفعل أبيه وجده، يأتيه الزبيب من ماله بالطائف وينبذه حتى توفي.
وكان أول من عمل على مجلسه القبة: سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس، وعلى مكة يومئذ خالد القسري، عاملًا لسليمان بن عبدالملك. ثم عملها أمير المؤمنين أبو جعفر في خلافته. وعمل على زمزم شباكًا، ثم عمله المهدي، وعمل شباكي زمزم أيضًا، فعمل في مجلس ابن عباس كنيسة ساج على رفٍ في الركن على يسارك. ولكن بني العباس حالت أعمال الملك دون قيامهم بأمر السقاية فكانوا يعهدون بذلك لآل الزبيرالمتولين التوقيت بالحرم، للقيام بأعمال السقاية بالنيابة، ثم تركوها لهم وأشركوا معهم آخرين للعمل في هذه الوظيفة عُرفوا باسم الزمامة. ويقول أيوب صبري في كتابه (مرآة جزيرة العرب) :ولما تولى بنو العباس الخلافة حالت أعمال الملك دون قيامهم بأمر السقاية، فكانوا يعهدون إلى آل الزبير المتولين التوقيت في الحرم الشريف القيام بأعمال السقاية بالنيابة، ثم طلب الزبيريون من الخلفاء العباسيين ترك السقاية لهم، فتركوها لهم بموجب منشور. إلا أنه نظرا لكثرة الحجاج فقد اشترك معهم آخرون في العمل باسم الزمازمة . ثم إن الأتراك العثمانيين ثبتوا آل الزبير في عمل السقاية ولا تزال رئاستها بيدهم إلى اليوم وآل الزبير هؤلاء يعرفون اليوم (ببيت الريس) (انتهى)
وقال الشيخ عبدالرؤوف المناوي: سقاية العباس كانت حياضًا بالمسجد الحرام، والآن تسقى في بركة، وأصلها بيد قصي، ثم لابنه عبد مناف، ثم لابنه هاشم، ثم لابنه عبدالمطلب، ثم لابنه العباس، ثم لابنه عبدالله بن عباس، ثم لابنه علي، وهكذا، ثم صارت لغيرهم.
قال ابن حجر:وسقاية العباس لآل العباس أبدًا وكانت لهم نواب. ( انتهى).
أما باب زمزم: فإن مفتاحه بيد ذرية الشيخ عبدالسلام بن أبي بكر الزمزمي المعروفين الآن ببيت الريس، من سنة ستمائة وثلاثين إلى وقتنا هذا، وعندهم مرسوم من أحد خلفاء الدولة العباسية وتأييد عليه من قبل سلاطين آل عثمان.
قال الشيخ خليفة بن [أبي الفرج] بن محمد الزمزمي البيضاوي في كتابه نشر الآس في فضائل زمزم وسقاية العباس: كان بيت زمزم ليس له باب ولا غَلْق، وإنما هو مفتوح لمن دخل وورد إليها، ولذلك كان التكلم للجد بطريق النيابة عن الخلفاء العباسيين، فلما صار أمر البئر إلى الشيخ عبدالسلام بن أبي بكر الزمزمي أنهى بمحضر إلى خليفة ذلك الزمن العباسي بأن زمزم في أوقات الصلاة تكثر فيها الناس والازدحام فيشوشون على الإمام والمصلين.
ثم انه لما صار أمر زمزم والسقاية إلى ذرية الشيخ عبدالسلام المذكور، أنهوا إلى خليفة زمنهم المتوكل العباسي أن بيدهم خدمة زمزم وسقاية العباس، والقصد: أن يجعلوا ضبّة على باب زمزم يصكونها بالليل وفي أوقات الصلاة، وأن يكون المفتاح عند الأكبر منهم ثم من ذريتهم، فأجابهم خليفة زمانهم بمرسوم شريف عالي صورته : "رسم بالأمر الشريف العالي المولوي الأعظم الهاشمي العباسي، سيدنا ومولانا الإمام الأعظم، والخليفة المكرم، المتوكل على الله أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، وابن عم سيد المرسلين، وسليل الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، أعز الله به الدين، وأمتع ببقائه الإسلام والمسلمين؛ أنه لما حضر إلى أبوابنا الشريفة وأعتابنا العالية المنيفة، الشيخ الفاضل سراج الدين عمر بن الشيخ عبدالعزيز الزمزمي مفتي مكة المشرفة، والقائم عنا بخدمة زمزم الشريفة وسقاية جدنا العباس، وعرفنا أن باب زمزم لم يكن عليه ضبة يغلق بها، ولا يغلق إلا بعصفور من داخلها يفركه الداخل والخارج، وقصده: بوضع الضّبة خشية على المكان المشار إليه من دخول مافيه ضرر على المسلمين مما يحصل منه نجاسات، وأن في وضع الضبة نفع من حيث ذلك، فأردنا جبر خاطره وإخوته بما قصدوه، والإنعام مما رجوه من فضلنا وأملوه، وصحبناه مرسوم شريف ثاني إلى مكة المشرفة زادها الله شرفًا للجناب العالي الأميري الكبيري مغلباي الأمير بمكة المشرفة وناظر الحسبة الشريفة، عظم الله شأنه بامتثال ما بيد الشيخ عمر المذكور من مرسومنا الشريف المسطور وعدم التعرض له في ذلك، وأن يباشر بنفسه وضع الضّبة المذكورة هنالك، ويعمل بيد الشيخ عمر مفتاح، ويقيموا من شاؤوا من جهتهم من يتولّ غلق الباب وفتحه لمن يقصد زمزم، فليعتمد هذا المرسوم الشريف كل واقف عليه، ويعمل بحسبه ومقتضاه. حرر في العشرين من شوال سنة 826 ست وعشرين وثمانمائة" انتهى مختصرًا من لفظه جدًا. انتهى ما في نشر الآس.
قال الصباغ: فهي لهم خلفًا عن سلف من سنة ستمائة وثلاثين إلى وقتنا هذا، ويعرفون الآن ببيت الريّس. ثم قال: أقول: مثل هذه الحادثة وقعت في زماننا: هو أن رجلًا يقال له عبدالله حميد كان وكيلًا عن الشيخ الريس شيخ زمزم، واستمر مدة من الزمان، ثم بعد ذلك ادعى أن خدمة زمزم له شركة معهم، وأن بيده تقارير من أشراف مكة -[يعني] حكامها-، فلما سمعوا منه بذلك أرسلوا- يعني بيت الريس- رجلًا من طرفهم إلى الأستانة العلية وبيده [استنادات] من الخلفاء العباسيين ومن سلاطين آل عثمان أن هذه الوظيفة لهم، فلما اطلعوا على ذلك أطلعوهم بفرمان سلطاني يمنع كل من يعترض لهم وأن هذه الخدمة تبقى بيدهم كما كانوا عليه أسلافهم. أقول: وقد رأيت صورة عرض حال من طرف الشيخ عثمان بن أحمد الريس إلى والي ولاية الحجاز عثمان باشا، وجوابه الذي صدر منه إلى مدير الحرم.. وحرر يوم الثلاثاء 3 في جمادى الثانية سنة 1258، (عثمان بن أحمد الريس “شيخ زمزم حاليًا”). وهذه صورة الجواب الذي صدر من والي ولاية الحجاز: صدر هذا الرقيم الواجب القبول والتعظيم من ديوان إيالة جدة وجيشه ومشيخة الحرم وسر عسكرية الأقطار العسكرية إلى كل من يراه، فليكن معلومًا ما ان من القديم شيخ المكبرين وشيخ جبادين بئر زمزم كان مشرحًا ومخصوصًا لبيت الريس، وحققنا ذلك، وأيضًا مقيد ذلك بدفاتر الأوقاف الهمايونية السلطانية المرتبة جديدًا، وكانت الخدمتان المذكورتان للأكبر فالأكبر من بيت الريس، فكان الأكبر الريس علي بن محمد، فانتقل المذكور إلى دار البقاء، فصارت الخدمتان المذكورتان ومشيختهما بموجب الإرث والاستحقاق للأكبر من بيت الريس، فكان الشيخ عثمان بن الشيخ أحمد، وبحسب ما ذكر قد وجهنا للمذكور بحسب الاستحقاق والأصول، ونبهنا على حضرة مدبر الحرم بقيد اسم الشيخ عثمان بدفاتر الأوقاف الهمايونية الجديدة عند ورودها وإعراض ذلك إلى الدولة العلية، وقيد اسمه بجميع الدفاتر بطريق الإرث والأصول السابقة، فلا أحد يعارض المذكور فيما يخص الخدمتين ومشيختهما، والحذر في معارضة ذلك لصدوره من ديوان الإيالة المذكورة 19 جماد الآخرة. (ختم الولاية- توكلت على الرحمن الرحيم- عبده الحاج عثمان).
'وهذا فرمان عثماني آخر في عهد الشريف محمد بن عبد المعين بن عون رحمه الله تعالى وفي عهد أمير المؤمنين وخليفة المسلمين عبد المجيد الأول بن محمود الثاني ـ رحمه الله تعالى نصــــه : تم تخصيص وظيفة براتب 60 قرشا للسيد عبد الله الجيادين بعدما سجل اسمه بسجلات بوابة بئر زمزم ،بينما تبين بعد التحقيقات ان وظيفة بوابة بئر زمزم تخص اولاد الشيخ علي الرئيس من اولاد الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير ،وذلك منذ عهود قديمة وعلى هذا، تم منع تدخل السيد عبد الله في الموضوع وتم تعيين الشيخ عثمان الرئيس بعد وفاة الشيخ علي الرئيس لوظيفة بوابة من جديد ، وتم إرسال فرمان وبراءة سلطانية له ولذريته من بعده بتعيينه في هذه الوظيفة وتخصيص راتب له ولاولاده من بعده وتم ابلاغ المذكرة لناظر (وزير ) الاوقاف الهمايوني (السلطاني) والى مكتب مابيني السلطاني الخاص .كما واطلع حضرة السلطان ذاتيا على الفرمان السلطاني والبراءة باسم الشيخ عثمان الرئيس الموجهة اليه من المشيخة الاسلامية. وبذلك تم تجديد الفرمان والبراءة وامر السلطان بارسال صورة خاصة منها للشيخ عثمان الرئيس بمكة المكرمة التاريخ :8 شهر صفر 1262 هـ
وهذا الفرمان العثماني في شهر رجب عام 1130هـ وهو في عهد أمير المؤمنين وخليفة المسلمين وخاقان البرين والبحرين السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم رحمه الله تعالى وفي عهد الشريف عبد الله بن سعيد رحمه الله تعالى " إنه من الزمان القديم في مكة المكرمة وخدمة بئر زمزم الشريف لأولاد سيدنا عبد الله بن الزبير وهم على قسمين فالرئيس الشيخ عبد السلام في علوه موقف ومخصص بتوقيت المسجد الحرام وأولاد الشيخ علي بن عبد العزيز في سقاية بئر زمزم وجملة السقاية تحت يده وأمره وبهذه الكيفية معروف ومألوف منذ ثمانمئة سنة وبوفاة ومن أولاد الشيخ عبد العزيز ، الشيخ عبد المعطي الذي لم يعقب وبوقوع وفاته لا يكون من الخارج شخص مداخلاً في خدمة بئر زمزم لأجل محافظة واحترام الرسم القديم ، ويرفع هذا الفرمان إلى مؤقت المسجد الحرام وقدوة العلماء المحققين الشيخ عبد السلام وبالخصوص توجه له براءة سلطانية شريفة وإلى دولة وسعادة شريف مكة عبد الله بن سعيد دامت معاليه والمشير المفخم نظام العالم والي جدة وزيرنا الحاج أبو بكر باشا أدام الله تعالى اجلاله وإلى أفضل قضاة المسلمين قاضي مكة المكرمة زِيد أفضاله ، وقدوة العلماء المحققين مفتي مكة المكرمة محمد تاج الدين ، ونائب الحرم الشريف السيد أحمد بن محمد ، واعرضوا ذلك على الوجه المشروح وبموجب ذلك صار التوجه إلى محاسبة الحرمين لأجل قيد الفرمان في جدة ، حرر في تاريخ ألف ومائة وثلاثين 1130هـ في شهر رجب ويعمل ذلك والحذر الحذر من المخالف ... " انتهى
أما في العهد السعودي الزاهر : قال المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله: “كل من كان من العلماء في هذه الديار أو من موظفي الحرم الشريف أو المطوفين ذي راتب معين فهو له على ما كان عليه من قبل إن لم نزده فلا ننقصه شيئًا”
قال الشيخ عبد الله سعيد الزهراني "أئمةالمسجد الحرام ومؤذنوه في العهد السعودي" : كان رئيس المؤذنين يؤذن من قبة بئر زمزم وكان المسئول عن التوقيت في المسجد الحرام هم آل الريس وهم أحفاد عبد الله بن الزبير والقائمون الآن بالتوقيت والسقاية من بيت الريس هما الشيخ رضوان بن عبد السلام الريس والشيخ أسعد الريس وقد كان التوقيت يعرف عن طريق المزولة التى عملت عام 551هـ في زمن الوزير الجواد حتى أمر الملك عبد العزيز رحمه الله بتركيب ساعة ضخمة يسمع الجميع دقاتها ويشاهدونها بجوار المسجد الحرام ويقول : من مؤذنين المسجد الحرام عبد الله أسعد الريس والشيخ عبد العزيز الريس وهم من عائلة الريس المسئولة عن السقاية والتوقيت والمشهورة بالأذان من ذرية عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي رضي الله عنهما . إنتهى
وهذه قائمة بأسماء شيوخ بئر زمزم في العهد السعودي :
في عهد المؤسس الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ونجله الملك سعود رحمهما الله :
1) الشيخ عبد العزيز الرئيس: هو أحد فرسان مكة وأحد قادة الشريف الحسين بن علي ، ولم يعقب رحمه الله وترك أوقافا وبيوتا ومزارع كثيرة في الطائف ومكة ورثها أخيه الحسين.
2) الشيخ الرئيس حسين بن علي الزبيري: مؤقت المسجد الحرام وشيخ زمزم ـ رحمه الله تعالى
3) الشيخ محمد الرضوان بن عبد السلام بن عثمان بن أحمد الرئيس الزبيري القرشي: رئيس التوقيت وصاحب السقاية بالمسجد الحرام ورئيس المؤذنين رحمه الله
4)الشيخ عائش بن عبد السلام الريس القرشي : فلكي بارع رئيس التوقيت وشيخ زمزم عالم فاضل رحمه الله تعالى
في عهد جلالةالملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله :
5)الشيخ أسعد بن حسين الريس : مؤقت المسجد الحرام ورئيس المؤذنين صالح فاضل رحمه الله.
في عهد جلالة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود_ وعهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمهما الله :
6)الشيخ محمد العباس بن محمد الرضوان بن عبد السلام بن عثمان الريس : بقي رئيساً للسقاية في الحرم الشريف إلى توفي عام 1412 هـ رحمه الله وهو آخر من باشر مشيخة زمزم في الحرم الشريف من آل الزبير رحمه تعالى وعفا عنه ثم لما إختلفت أساليب السقاية بإستخدام الأجهزة الحديثة وانتشار الزمزميات في الحرم الشريف انتهت هذه الوظيفة الجليلة وبمرسوم ملكي أمر بتثبيت السقاية تشريفا لآل الريس بـِ صرف مخصص سنوي لشيخ زمزم وذلك من الرئاسة العامة لشؤون الحرمين.
7) الشيخ اللواء طيار ركن أمين بن محمد الريس : شيخ زمزم بعد أبيه رحمه الله . وكان ينوب عنه مؤذن المسجد الحرام الشيخ عبد الله الريس
في عهد خام الخرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز :
تم الرفع إلى المقام السامي بتعيين الشيخ علي بن أسعد الريس شيخا لزمزم وينوب عنه الشيخ المؤذن عبد الله الريس.
ويذكرالمؤرخ الشريف محمد الحارثي : انتهت خدمة آل الريس على السقاية عام 1400هـ، وكان آخر من تولى مشيخة السقاية أو خدمة زمزم هو الشيخ محمد عباس بن محمد رضوان بن عبدالسلام الريس الزبيري، المتوفى عام 1412هـ رحمه الله. وانحصرت مهمة السقاية في العصر الحديث في “ مكتب الزمازمة الموحد” ؛ وكانت نشأته بالأوامر الملكية التالية: 1- الأمر السامي الكريم رقم 7807 وتاريخ 22/11/1351هـ المصادق على تعليمات جراري الزمازمة والمحدد به رسوم تلك الخدمات. 2- المرسوم الملكي رقم م/12 وتاريخ 9/5/1385هـ بشأن تحديد عوائد أرباب الطوائف ومنها خدمات الزمزمي بمبلغ “3,30” ثلاثة ريالات وثلاثون هللة. 3- المرسوم الملكي الكريم رقم 4/ص 15217 وتاريخ 9/7/1397هـ بشأن رفع أجور خدمات أرباب الطوائف ومنها خدمات الزمزمي لتصبح “ 11,55” أحد عشر ريالًا وخمسًا وخمسين هللة. 4- الأمر السامي الكريم رقم 954 وتاريخ 16/1/1402هـ بالموافقة على إبقاء طائفة الزمازمة وقصر عملهم خارج الحرم المكي الشريف. وبناء عليه صدر قرار معالي وزير الحج والأوقاف رقم 367/ق/م وتاريخ 16/9/1403هـ. وانحصر عمل المكتب خارج نطاق الحرم المكي الشريف في سقيا حجاج بيت الله الحرام بمساكنهم داخل مكة المكرمة تحت إشراف مباشر من وزارة الحج.
إن أول ما نبعت بئر زمزم من تحت قدم أبينا إسماعيل بن خليل الرحمن نبي الله إبراهيم وقد حافظ إسماعيل عليها هو وأبنائه إلى أن دفنت وما دفن فيه، إلى أن أتى زمن عبدالمطلب بن هاشم وقد شح الماء في مكة وكذلك الرؤيا التي رآها وقد حدد فيها موقع بئر زمزم وحفرها رغم منازعة قريش له فيها وانتصر عليهم برغم أنه في ذلك الوقت لم يكن له سوى ابن واحد يعمل معه وهو الحارث بن عبدالمطلب
تلك الحادثة التي جعلته يقول لان رزقني الله بعشرة من الولد لأذبح أحدهم وقد رزقه الله بهم وقصة إبراره بقسمه ذكرت في كتب التاريخ والسير إلى أن أنجا الله والد نبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب صلى الله عليه وآله وسلم من الذبح وفدي بمائه من الإبل.
وأستمر بئر زمزم يفيض بسقياه للحجاج وغيرهممن لجدنا عبدالمطلب بن هاشم إلى أن انتقلت ووصلت إلى ابنه العباس في الجاهلية واستمرت معه في الإسلام وهي من مكارم قريش الأساسية في الجاهلية.
و يذكر مكارم قريش في الجاهلية وتوزيعها على بطون قريش ومن القائمين عليها وهي:-
عمارة المسجد الحرام :- فكانت للعباس بن عبد المطلب .
بئر زمزم والسقاية :- فكانت للعباس بن عبدالمطلب .
راية الحرب وتدعى العُقاب :- وكانت عند أبي سفيان راية الرئيس.
الرفادة:- وكانت الرِّفادة إلى الحارث بن عامر من نوفل.
المشورة:- وكانت المشورة إلى يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد.
والسدانة:- الخزانة مع الحجابة واللواء، وكانت سِدانة البيت واللواء إلى عثمان بن طلحة بن عبد العزى.
والأشناق:- الديات. وكانت الأشناق إلى أبي بكر الصديق.
السفارة:- وكانت السفارة في الجاهلية لعمر بن الخطاب .
القبة والأعنة:- وكانت إلى خالد بن الوليد .
الأيسار وهي الأزلام:- وكانت إلى صفوان بن أمية.
الحكومة والأموال:- وكانت إلى الحارث بن قيس.
ولم تزل هذه المناصب في قريش إلى أن جاء الله بالإسلام، ودخل رسول الله مكة عام الفتح عام ثمان من الهجرة، وقد صارت الحجابة إلى عثمان بن أبي طلحة من بني عبد الدار، وصارت السقاية إلى العباس بن عبد المطلب، فقبض النبي على السقاية والحجابة، فقام العباس فبسط يده، وقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، اجمع لي الحجابة إلى السقاية، فقال : أعطيكم ما ترزءون فيه ولا ترزءون به، فقام بين عضادتي باب الكعبة فقال: ألا إن كل دم أو مال أو مأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي هاتين، إلاسقاية الحاج وسدانة الكعبة، فإني قد أمضيتها لأهلهما على ما كانتا عليه في الجاهلية.
وانه بعد الفتح أبطلت جميع وظائف قريش إلا السقاية والحجابة وذلك لقيام الدولة الإسلامية وتوليها تلك الوظائف. قال سعيد بن المسيب: لما دخل رسول الله مكة ففتحها، أخذ المفتاح بيده ثم قام للناس، فقال: هل من متكلم؟ هل من أحد يتكلم؟ قال: فتطاول العباس ورجال من بني هاشم رجاء أن يدفعها إليهم مع السقاية، قال: فقال لعثمان بن طلحة:تعال. قال: فجاء فوضعها في يده. وقال الزهري: إن النبي دفع المفتاح إلى عثمان، وقال له: يا عثمان، غيبوه. قال جبير بن مطعم في روايته: فلذلك تغيب المفتاح. (سنن أبي داود)وصححه الألباني
2021 حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد عن حميد عن بكر بن عبد الله قال قال رجل لابن عباس ما بال أهل هذا البيت يسقون الماء وبنو عمهم يسقون اللبن والعسل والسويق أبخل بهم أم حاجة فقال ابن عباس ما بنا من بخل ولا بنا من حاجة ولكن دخل رسول الله على راحلته وخلفه أسامة بن زيد فدعا رسول الله بشراب فأتي الماء فشرب منه ودفع فضله إلى أسامة بن زيد فشرب منه ثم قال رسول الله أحسنتم وأجملتم كذلك فافعلوا فنحن هكذا لا نريد أن نغير ما قاله رسول الله .
حديث جابر بن عبد الله في صحيح مسلم في ذكر صفة حج النبي فقال فيه: (فأتى بنى عبد المطلب وهم يسقون علىزمزم فقال : انزعوا بنى عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه)
وكذلك ما جاء في صحيح البخاري حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ اسْتَأْذَنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَأيَتِهِ فَأَذِنَ لَهُ.
واستمر العباس رضي الله وبنيه في خدمة زمزم وكان يتحمل تكاليفها (وكان للعباس مالٌ بالطائف، كرمٌ كان يحمل زبيبه إليها فينبذ في الجاهلية والإسلام)، وذلك صدقًا لقول رسول الله له يوم الفتح عندما سأله جمع الحجابة والسقاية له فقال: يا نبي الله، بأبي أنت، اجمع لنا الحجابة والسقاية.
فقال رسول الله : أعطيكم ما ترزؤون فيه، ولا أعطيكم ما ترزؤون منه. إلى أن جاء رسول الله لحجة الوداع فتأكد أحقية العباس وبنيه ببئر زمزم والسقاية وهو ما ذكر في أحاديثة صلوات الله وسلامه عليه.
تاربخ سقاية العباس
قال الأزرقي -رحمه الله-: فأما السقاية فحياض من آدم كانت على عهد قصي توضع بفناء الكعبة ويستقى فيها الماء العذب من الآبار على الإبل ويسقى بها الحاج. ولم تزل بيد عبد مناف؛ فكان يسقي الناس من “بئر كر آدم”، و“بئر خم” على الإبل في المزاد والقِرَب، ثم يسكب ذلك الماء في حياض من أدم بفناء الكعبة، فيردُه الحاجّ حتى يتفرقوا، وكان يستعذب ذلك الماء، وقد كان قصي حفر بمكة آبارًا، وكان الماء بمكة عزيزًا، إنما يشرب الناس من آبار خارجة الحرم. فأول ما حفر قصي بمكة؛ حفر بئرًا يقال لها “العجول، وكان موضعها في دار أم هانئ بنت أبي طالب بالحزورة، وكانت للعرب إذا قدمت مكة يرِدُونها فيسقون منها ويتراجزون عليها.
وكانت لعبدالمطلب إبل كثيرة، فإذا كان الموسم جمعها ثم سقى لبنها بالعسل في حوض أدم عند زمزم، ويشتري الزبيب فينبذه بماء زمزم ويسقيه الحاج، لأنه يكسر غِلَظَ ماء زمزم، وكانت إذ ذاك غليظة جدًا. وكان الناس إذ ذاك لهم في بيوتهم أسقية يستقون فيها الماء من هذه البيار ثم ينبذون فيها القبضات من الزبيب والتمر لأن يكسر عنهم غِلَظ ماء أبيار مكة، وكان الماء العذب بمكة عزيزًا، لا يوجد إلا لإنسان يستعذب له من بئر ميمون وخارج من مكة، فلبث عبدالمطلب يسقي الناس حتى توفي، فقام بأمر السقاية بعده العباس بن عبدالمطلب فلم تزل في يده، وكان للعباس كرْمٌ بالطائف، فكان يحمل زبيبه إليه، وكان يُداينُ أهل الطائف ويقتضي منهم الزبيب، وينبذ ُ ذلك كله ويسقيه الحاج أيام الموسم حتى ينقضي في الجاهلية وصدر الإسلام حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة يوم الفتح، فقبض السقاية من العباس بن عبدالمطلب، والحجابة من عثمان بن طلحة، فقام العباس بن عبدالمطلب، فبسط يده، وقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، اجمع لنا الحجابة والسقاية، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطيكم ما ترزءون فيه ولا ترزءون منه. فقام بين عضادتي باب الكعبة فقال: “ألا كل دمٍ أو مالٍ أو مأثرةٍ كانت في الجاهلية، فهي تحت قَدَمَيَّ هاتين إلا سقاية الحاجّ وسدانة الكعبة ؛ فإني قد أمضيتهما لأهلهاعلى ما كانت عليه في الجاهلية فقبضها العباس فكانت في يده حتى تُوُفي، فوليها بعده عبدالله بن عباس حتى توفي ثم صارت إلى علي بن عبدالله بن عباس يفعل فيها كفعل أبيه وجده، يأتيه الزبيب من ماله بالطائف وينبذه حتى توفي.
وكان أول من عمل على مجلسه القبة: سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس، وعلى مكة يومئذ خالد القسري، عاملًا لسليمان بن عبدالملك. ثم عملها أمير المؤمنين أبو جعفر في خلافته. وعمل على زمزم شباكًا، ثم عمله المهدي، وعمل شباكي زمزم أيضًا، فعمل في مجلس ابن عباس كنيسة ساج على رفٍ في الركن على يسارك. ولكن بني العباس حالت أعمال الملك دون قيامهم بأمر السقاية فكانوا يعهدون بذلك لآل الزبيرالمتولين التوقيت بالحرم، للقيام بأعمال السقاية بالنيابة، ثم تركوها لهم وأشركوا معهم آخرين للعمل في هذه الوظيفة عُرفوا باسم الزمامة. ويقول أيوب صبري في كتابه (مرآة جزيرة العرب) :ولما تولى بنو العباس الخلافة حالت أعمال الملك دون قيامهم بأمر السقاية، فكانوا يعهدون إلى آل الزبير المتولين التوقيت في الحرم الشريف القيام بأعمال السقاية بالنيابة، ثم طلب الزبيريون من الخلفاء العباسيين ترك السقاية لهم، فتركوها لهم بموجب منشور. إلا أنه نظرا لكثرة الحجاج فقد اشترك معهم آخرون في العمل باسم الزمازمة . ثم إن الأتراك العثمانيين ثبتوا آل الزبير في عمل السقاية ولا تزال رئاستها بيدهم إلى اليوم وآل الزبير هؤلاء يعرفون اليوم (ببيت الريس) (انتهى)
وقال الشيخ عبدالرؤوف المناوي: سقاية العباس كانت حياضًا بالمسجد الحرام، والآن تسقى في بركة، وأصلها بيد قصي، ثم لابنه عبد مناف، ثم لابنه هاشم، ثم لابنه عبدالمطلب، ثم لابنه العباس، ثم لابنه عبدالله بن عباس، ثم لابنه علي، وهكذا، ثم صارت لغيرهم.
قال ابن حجر:وسقاية العباس لآل العباس أبدًا وكانت لهم نواب. ( انتهى).
أما باب زمزم: فإن مفتاحه بيد ذرية الشيخ عبدالسلام بن أبي بكر الزمزمي المعروفين الآن ببيت الريس، من سنة ستمائة وثلاثين إلى وقتنا هذا، وعندهم مرسوم من أحد خلفاء الدولة العباسية وتأييد عليه من قبل سلاطين آل عثمان.
قال الشيخ خليفة بن [أبي الفرج] بن محمد الزمزمي البيضاوي في كتابه نشر الآس في فضائل زمزم وسقاية العباس: كان بيت زمزم ليس له باب ولا غَلْق، وإنما هو مفتوح لمن دخل وورد إليها، ولذلك كان التكلم للجد بطريق النيابة عن الخلفاء العباسيين، فلما صار أمر البئر إلى الشيخ عبدالسلام بن أبي بكر الزمزمي أنهى بمحضر إلى خليفة ذلك الزمن العباسي بأن زمزم في أوقات الصلاة تكثر فيها الناس والازدحام فيشوشون على الإمام والمصلين.
ثم انه لما صار أمر زمزم والسقاية إلى ذرية الشيخ عبدالسلام المذكور، أنهوا إلى خليفة زمنهم المتوكل العباسي أن بيدهم خدمة زمزم وسقاية العباس، والقصد: أن يجعلوا ضبّة على باب زمزم يصكونها بالليل وفي أوقات الصلاة، وأن يكون المفتاح عند الأكبر منهم ثم من ذريتهم، فأجابهم خليفة زمانهم بمرسوم شريف عالي صورته : "رسم بالأمر الشريف العالي المولوي الأعظم الهاشمي العباسي، سيدنا ومولانا الإمام الأعظم، والخليفة المكرم، المتوكل على الله أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، وابن عم سيد المرسلين، وسليل الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، أعز الله به الدين، وأمتع ببقائه الإسلام والمسلمين؛ أنه لما حضر إلى أبوابنا الشريفة وأعتابنا العالية المنيفة، الشيخ الفاضل سراج الدين عمر بن الشيخ عبدالعزيز الزمزمي مفتي مكة المشرفة، والقائم عنا بخدمة زمزم الشريفة وسقاية جدنا العباس، وعرفنا أن باب زمزم لم يكن عليه ضبة يغلق بها، ولا يغلق إلا بعصفور من داخلها يفركه الداخل والخارج، وقصده: بوضع الضّبة خشية على المكان المشار إليه من دخول مافيه ضرر على المسلمين مما يحصل منه نجاسات، وأن في وضع الضبة نفع من حيث ذلك، فأردنا جبر خاطره وإخوته بما قصدوه، والإنعام مما رجوه من فضلنا وأملوه، وصحبناه مرسوم شريف ثاني إلى مكة المشرفة زادها الله شرفًا للجناب العالي الأميري الكبيري مغلباي الأمير بمكة المشرفة وناظر الحسبة الشريفة، عظم الله شأنه بامتثال ما بيد الشيخ عمر المذكور من مرسومنا الشريف المسطور وعدم التعرض له في ذلك، وأن يباشر بنفسه وضع الضّبة المذكورة هنالك، ويعمل بيد الشيخ عمر مفتاح، ويقيموا من شاؤوا من جهتهم من يتولّ غلق الباب وفتحه لمن يقصد زمزم، فليعتمد هذا المرسوم الشريف كل واقف عليه، ويعمل بحسبه ومقتضاه. حرر في العشرين من شوال سنة 826 ست وعشرين وثمانمائة" انتهى مختصرًا من لفظه جدًا. انتهى ما في نشر الآس.
قال الصباغ: فهي لهم خلفًا عن سلف من سنة ستمائة وثلاثين إلى وقتنا هذا، ويعرفون الآن ببيت الريّس. ثم قال: أقول: مثل هذه الحادثة وقعت في زماننا: هو أن رجلًا يقال له عبدالله حميد كان وكيلًا عن الشيخ الريس شيخ زمزم، واستمر مدة من الزمان، ثم بعد ذلك ادعى أن خدمة زمزم له شركة معهم، وأن بيده تقارير من أشراف مكة -[يعني] حكامها-، فلما سمعوا منه بذلك أرسلوا- يعني بيت الريس- رجلًا من طرفهم إلى الأستانة العلية وبيده [استنادات] من الخلفاء العباسيين ومن سلاطين آل عثمان أن هذه الوظيفة لهم، فلما اطلعوا على ذلك أطلعوهم بفرمان سلطاني يمنع كل من يعترض لهم وأن هذه الخدمة تبقى بيدهم كما كانوا عليه أسلافهم. أقول: وقد رأيت صورة عرض حال من طرف الشيخ عثمان بن أحمد الريس إلى والي ولاية الحجاز عثمان باشا، وجوابه الذي صدر منه إلى مدير الحرم.. وحرر يوم الثلاثاء 3 في جمادى الثانية سنة 1258، (عثمان بن أحمد الريس “شيخ زمزم حاليًا”). وهذه صورة الجواب الذي صدر من والي ولاية الحجاز: صدر هذا الرقيم الواجب القبول والتعظيم من ديوان إيالة جدة وجيشه ومشيخة الحرم وسر عسكرية الأقطار العسكرية إلى كل من يراه، فليكن معلومًا ما ان من القديم شيخ المكبرين وشيخ جبادين بئر زمزم كان مشرحًا ومخصوصًا لبيت الريس، وحققنا ذلك، وأيضًا مقيد ذلك بدفاتر الأوقاف الهمايونية السلطانية المرتبة جديدًا، وكانت الخدمتان المذكورتان للأكبر فالأكبر من بيت الريس، فكان الأكبر الريس علي بن محمد، فانتقل المذكور إلى دار البقاء، فصارت الخدمتان المذكورتان ومشيختهما بموجب الإرث والاستحقاق للأكبر من بيت الريس، فكان الشيخ عثمان بن الشيخ أحمد، وبحسب ما ذكر قد وجهنا للمذكور بحسب الاستحقاق والأصول، ونبهنا على حضرة مدبر الحرم بقيد اسم الشيخ عثمان بدفاتر الأوقاف الهمايونية الجديدة عند ورودها وإعراض ذلك إلى الدولة العلية، وقيد اسمه بجميع الدفاتر بطريق الإرث والأصول السابقة، فلا أحد يعارض المذكور فيما يخص الخدمتين ومشيختهما، والحذر في معارضة ذلك لصدوره من ديوان الإيالة المذكورة 19 جماد الآخرة. (ختم الولاية- توكلت على الرحمن الرحيم- عبده الحاج عثمان).
'وهذا فرمان عثماني آخر في عهد الشريف محمد بن عبد المعين بن عون رحمه الله تعالى وفي عهد أمير المؤمنين وخليفة المسلمين عبد المجيد الأول بن محمود الثاني ـ رحمه الله تعالى نصــــه : تم تخصيص وظيفة براتب 60 قرشا للسيد عبد الله الجيادين بعدما سجل اسمه بسجلات بوابة بئر زمزم ،بينما تبين بعد التحقيقات ان وظيفة بوابة بئر زمزم تخص اولاد الشيخ علي الرئيس من اولاد الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير ،وذلك منذ عهود قديمة وعلى هذا، تم منع تدخل السيد عبد الله في الموضوع وتم تعيين الشيخ عثمان الرئيس بعد وفاة الشيخ علي الرئيس لوظيفة بوابة من جديد ، وتم إرسال فرمان وبراءة سلطانية له ولذريته من بعده بتعيينه في هذه الوظيفة وتخصيص راتب له ولاولاده من بعده وتم ابلاغ المذكرة لناظر (وزير ) الاوقاف الهمايوني (السلطاني) والى مكتب مابيني السلطاني الخاص .كما واطلع حضرة السلطان ذاتيا على الفرمان السلطاني والبراءة باسم الشيخ عثمان الرئيس الموجهة اليه من المشيخة الاسلامية. وبذلك تم تجديد الفرمان والبراءة وامر السلطان بارسال صورة خاصة منها للشيخ عثمان الرئيس بمكة المكرمة التاريخ :8 شهر صفر 1262 هـ
وهذا الفرمان العثماني في شهر رجب عام 1130هـ وهو في عهد أمير المؤمنين وخليفة المسلمين وخاقان البرين والبحرين السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم رحمه الله تعالى وفي عهد الشريف عبد الله بن سعيد رحمه الله تعالى " إنه من الزمان القديم في مكة المكرمة وخدمة بئر زمزم الشريف لأولاد سيدنا عبد الله بن الزبير وهم على قسمين فالرئيس الشيخ عبد السلام في علوه موقف ومخصص بتوقيت المسجد الحرام وأولاد الشيخ علي بن عبد العزيز في سقاية بئر زمزم وجملة السقاية تحت يده وأمره وبهذه الكيفية معروف ومألوف منذ ثمانمئة سنة وبوفاة ومن أولاد الشيخ عبد العزيز ، الشيخ عبد المعطي الذي لم يعقب وبوقوع وفاته لا يكون من الخارج شخص مداخلاً في خدمة بئر زمزم لأجل محافظة واحترام الرسم القديم ، ويرفع هذا الفرمان إلى مؤقت المسجد الحرام وقدوة العلماء المحققين الشيخ عبد السلام وبالخصوص توجه له براءة سلطانية شريفة وإلى دولة وسعادة شريف مكة عبد الله بن سعيد دامت معاليه والمشير المفخم نظام العالم والي جدة وزيرنا الحاج أبو بكر باشا أدام الله تعالى اجلاله وإلى أفضل قضاة المسلمين قاضي مكة المكرمة زِيد أفضاله ، وقدوة العلماء المحققين مفتي مكة المكرمة محمد تاج الدين ، ونائب الحرم الشريف السيد أحمد بن محمد ، واعرضوا ذلك على الوجه المشروح وبموجب ذلك صار التوجه إلى محاسبة الحرمين لأجل قيد الفرمان في جدة ، حرر في تاريخ ألف ومائة وثلاثين 1130هـ في شهر رجب ويعمل ذلك والحذر الحذر من المخالف ... " انتهى
أما في العهد السعودي الزاهر : قال المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله: “كل من كان من العلماء في هذه الديار أو من موظفي الحرم الشريف أو المطوفين ذي راتب معين فهو له على ما كان عليه من قبل إن لم نزده فلا ننقصه شيئًا”
قال الشيخ عبد الله سعيد الزهراني "أئمةالمسجد الحرام ومؤذنوه في العهد السعودي" : كان رئيس المؤذنين يؤذن من قبة بئر زمزم وكان المسئول عن التوقيت في المسجد الحرام هم آل الريس وهم أحفاد عبد الله بن الزبير والقائمون الآن بالتوقيت والسقاية من بيت الريس هما الشيخ رضوان بن عبد السلام الريس والشيخ أسعد الريس وقد كان التوقيت يعرف عن طريق المزولة التى عملت عام 551هـ في زمن الوزير الجواد حتى أمر الملك عبد العزيز رحمه الله بتركيب ساعة ضخمة يسمع الجميع دقاتها ويشاهدونها بجوار المسجد الحرام ويقول : من مؤذنين المسجد الحرام عبد الله أسعد الريس والشيخ عبد العزيز الريس وهم من عائلة الريس المسئولة عن السقاية والتوقيت والمشهورة بالأذان من ذرية عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي رضي الله عنهما . إنتهى
وهذه قائمة بأسماء شيوخ بئر زمزم في العهد السعودي :
في عهد المؤسس الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ونجله الملك سعود رحمهما الله :
1) الشيخ عبد العزيز الرئيس: هو أحد فرسان مكة وأحد قادة الشريف الحسين بن علي ، ولم يعقب رحمه الله وترك أوقافا وبيوتا ومزارع كثيرة في الطائف ومكة ورثها أخيه الحسين.
2) الشيخ الرئيس حسين بن علي الزبيري: مؤقت المسجد الحرام وشيخ زمزم ـ رحمه الله تعالى
3) الشيخ محمد الرضوان بن عبد السلام بن عثمان بن أحمد الرئيس الزبيري القرشي: رئيس التوقيت وصاحب السقاية بالمسجد الحرام ورئيس المؤذنين رحمه الله
4)الشيخ عائش بن عبد السلام الريس القرشي : فلكي بارع رئيس التوقيت وشيخ زمزم عالم فاضل رحمه الله تعالى
في عهد جلالةالملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله :
5)الشيخ أسعد بن حسين الريس : مؤقت المسجد الحرام ورئيس المؤذنين صالح فاضل رحمه الله.
في عهد جلالة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود_ وعهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمهما الله :
6)الشيخ محمد العباس بن محمد الرضوان بن عبد السلام بن عثمان الريس : بقي رئيساً للسقاية في الحرم الشريف إلى توفي عام 1412 هـ رحمه الله وهو آخر من باشر مشيخة زمزم في الحرم الشريف من آل الزبير رحمه تعالى وعفا عنه ثم لما إختلفت أساليب السقاية بإستخدام الأجهزة الحديثة وانتشار الزمزميات في الحرم الشريف انتهت هذه الوظيفة الجليلة وبمرسوم ملكي أمر بتثبيت السقاية تشريفا لآل الريس بـِ صرف مخصص سنوي لشيخ زمزم وذلك من الرئاسة العامة لشؤون الحرمين.
7) الشيخ اللواء طيار ركن أمين بن محمد الريس : شيخ زمزم بعد أبيه رحمه الله . وكان ينوب عنه مؤذن المسجد الحرام الشيخ عبد الله الريس
في عهد خام الخرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز :
تم الرفع إلى المقام السامي بتعيين الشيخ علي بن أسعد الريس شيخا لزمزم وينوب عنه الشيخ المؤذن عبد الله الريس.
ويذكرالمؤرخ الشريف محمد الحارثي : انتهت خدمة آل الريس على السقاية عام 1400هـ، وكان آخر من تولى مشيخة السقاية أو خدمة زمزم هو الشيخ محمد عباس بن محمد رضوان بن عبدالسلام الريس الزبيري، المتوفى عام 1412هـ رحمه الله. وانحصرت مهمة السقاية في العصر الحديث في “ مكتب الزمازمة الموحد” ؛ وكانت نشأته بالأوامر الملكية التالية: 1- الأمر السامي الكريم رقم 7807 وتاريخ 22/11/1351هـ المصادق على تعليمات جراري الزمازمة والمحدد به رسوم تلك الخدمات. 2- المرسوم الملكي رقم م/12 وتاريخ 9/5/1385هـ بشأن تحديد عوائد أرباب الطوائف ومنها خدمات الزمزمي بمبلغ “3,30” ثلاثة ريالات وثلاثون هللة. 3- المرسوم الملكي الكريم رقم 4/ص 15217 وتاريخ 9/7/1397هـ بشأن رفع أجور خدمات أرباب الطوائف ومنها خدمات الزمزمي لتصبح “ 11,55” أحد عشر ريالًا وخمسًا وخمسين هللة. 4- الأمر السامي الكريم رقم 954 وتاريخ 16/1/1402هـ بالموافقة على إبقاء طائفة الزمازمة وقصر عملهم خارج الحرم المكي الشريف. وبناء عليه صدر قرار معالي وزير الحج والأوقاف رقم 367/ق/م وتاريخ 16/9/1403هـ. وانحصر عمل المكتب خارج نطاق الحرم المكي الشريف في سقيا حجاج بيت الله الحرام بمساكنهم داخل مكة المكرمة تحت إشراف مباشر من وزارة الحج.
مواضيع مماثلة
» ولد العباس بن عبد المطلب
» العباس بن عبد المطلب
» العباس ببن عبد المطلب- ونلقى الأحبة- عمرو خالد
» العباس وعبدالله بن العباس
» أبو العباس عبد الله المأمون
» العباس بن عبد المطلب
» العباس ببن عبد المطلب- ونلقى الأحبة- عمرو خالد
» العباس وعبدالله بن العباس
» أبو العباس عبد الله المأمون
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى