الكعبة المُشَرَّفة - عمارةً و تاريخاً (4)
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الكعبة المُشَرَّفة - عمارةً و تاريخاً (4)
البدء بالعمل
كان الاستعداد الكامل لبدء العمل قائماً في شهر شعبان من عام 1416 هـ إلا أن الزمن كان غير مناسباً كون تنفيذ العمل يحتاج إلى جدار محيط ساتر لتختفي وراؤه مجريات الأعمال ، و هذا الوضع سيحرم المعتمرين و الحجاج من الرؤية المباشرة للكعبة في شهر رمضان و ما يليه من شهور حتى شهر ذي الحجة، فالنظر إلى الكعبة المُشَرَّفَة و إشباع النفس و البصر بمشاهدتها يمثل جزءاً كبيراً من غاية كل الوافدين إلى هذا البيت العتيق.
و حتى تتحقق تلك الغاية لضيوف الرحمن تم تأخير العمل إلى وقت يقل فيه الوافدون ، و أراد الله سبحانه و تعالى أن تكون البداية في العاشر من شهر محرم لعام 1417 هـ.
خطوات العمل
أول ما بُدِئ به في العمل هو بناء ستار خشبي أبيض يحيط بالكعبة، و لا يظهر منها إلا ما يحتاجه الطائفون من استلام الحجر الأسعد، و بارتفاع يتجاوز مسامته سطح الكعبة بقليل، و يترك بينه و بين جدار الكعبة مسافة تسمح بالحركة و العمل و بقدر الحاجة، ثم جعل باب الدخول إلى محيط الستار الداخلي في الناحية الشمالية الغربية، و باب آخر في الناحية الجنوبية الغربية للانصراف و الخروج.
في الأسابيع الأولى للعمل أُذِن لكافة الناس الدخول إلى الكعبة من خلال الستار الحاجز ، فكان الناس بعد الصلوات يتقاطرون صفوفاً طلباً لدخول الكعبة المُشَرَّفة من خلال الستار الحاجز، و كان العمل مُنَظَّماً بحيث يدخل عدد في حدود طاقة الساحة الداخلية للكعبة و بعد خروجهم يُؤذن لغيرهم ، و في خلال هذه الفترة استطاع الألوف من الناس أن يدخلوا الكعبة المُشَرَّفة ليعيشوا لحظات روحية في رحاب الله عز و جل داخل بيت الله، و ليكونوا أيضاً شهداء عيان يصفون للناس ما بداخل الكعبة المُشَرَّفة من شقوق ظاهرة في اللياسة ، و من أن العملية تحتاج إلى ترميم كامل ( و هذا الإشهاد المباشر أو الضمني سُنَّة اتبعها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما) في الإشهاد على ضرورة الهدم ثم ضرورة الوقوف عند قواعد البيت القوية المتينة عند البناء ليظهر أن العمل منبثق عن ضرورة ، و أن كل شيء من محتويات ما قبل الترميم سيعود على مكانه بعد الترميم، و قد أدت هذه الحكمة غايتها ، و شحذت الأيدي المتجهة إلى السماء في أن يرفع الله قدر من أسهم أو كان سبباً في هذا الترميم لهذا البناء.
-نُحِّيَت لواصق الجدران من لوحات تاريخية و غيرها، و حُفِظَت مع مقتنيات الكعبة المُشَرَّفة من الهدايا و التحف و جميع المنقولات بعد تنظيفها، و أخذت جانباً منعزلاً مُصَناً.
-كان من الضروري أن يكون أول ما يبدأ به هو إزالة السقف و كذا الأعمدة الحاملة له ، لأنه يمثل الجزء الأكثر تعرضاً للتلف بسبب تكوينه الخشبي الذي يكون معه نشاط دودة الخشب و الفطريات أكبر منه في الجدار الصخري، فأُزيل السقف كاملاً.
-تمت إزالة اللياسة الكاسية لجميع الأوجه الداخلية لحوائط الكعبة المُشَرَّفة ، ثم حُفِرَت المواد الماسكة للقطع الحجرية بها و هي (الخلطة التقليدية المستخدمة في البناء) و ذلك على أمل أن لا يكون هناك ضرورة لإزالة حجارة البطانة، إلا أنه بعد المعاينة وُجِد ان الخلطة قد فقدت تماسكها ، فأصبح من الضروري بناء على ذلك فك الأحجار المُكَوِّنة للجسم الداخلي للحوائط بعد ترقيمها ثم إعادة تركيبها بمواد ماسكة و خلطة تتناسب مع الأسلوب الجديد للبناء و غاياته.
-لوحِظ أن الجدار الخارجي ليست به أي عيوب إنشائية ، و أن البطانة الداخلية إنما كانت حشوة للفراغات التي أوجدتها طبيعة الصخور في الحوائط الخارجية و التي تأخذ في شكلها الداخلي المدفون ما يشبه جذور الأضراس في داخل اللثة، تطول هذه الجذور و تقصر ، و تكون مدببة في الغالب عند نهاياتها، مُشَكِّلة فراغات فيما بينها.
-كما لُوحِظ عدم وجود أي عيوب إنشائية في الحوائط بصفة عامة يكون مصدرها هبوط في التربة القاعدية و صخورها أو ميلان الحوائط أو غير ذلك.
-إلا أنه وُجِد تلف كبير في الشدات الخشبية الموجودة بالحوائط بفعل حشرات الأرضة و الفطريات و الرطوبة، و هذا وضع طبيعي يتسارع إلى المادة الخشبية في كل بناء.
-وُضِعَت خطة العمل بحيث لا يؤثر العمل في جزء من الحوائط على غيره، و لا يتأثر الجزء العلوي بمجريات العمل في الجزء السفلي، و لا يُنتقل من جزء إلى غيره إلا بعد استكمال الجزء الأول، لذلك كان التنفيذ على مراحل ثلاث متباينة هي كالتالي:
المرحلة الأولى
اشتملت على المداميك الأربعة العليا (صفوف الحجارة العليا)
المرحلة الثانية
من بعد الصفوف أو المداميك الأربعة العليا حتى منسوب الأرضية الداخلية للكعبة المُشَرَّفة
المرحلة الثالثة
الجزء المدفون من منسوب الأرضية الداخلية للكعبة المُشَرَّفة و حتى منسوب المطاف الحالي و التغلغل أسفل منه إلى عمق يتراوح من 40 سم إلى 70 سم.
و قد تم في المرحلة الثالثة الكشف على الأساسات اسفل منسوب المطاف للتأكد من سلامتها فوُجِد أنها سليمة بدرجة عالية جداً.
قطاع لموقع العمل
منظور عام لموقع العمل
واجهة داخلية لجدار الكعبة المُشَرَّفة يبين مراحل الإصلاح
مراحل الترميم الشامل لداخل الكعبة المُشَرَّفة
ا
المراحل الثلاثة للترميم الشامل لداخل الكعبة المُشَرَّفة
المرحلة الأولى
و هي البداية من الأعلى في نطاق الصفوف العلوية الأربعة للحجارة، حيث نُخِرَت المواد الماسكة في الفواصل بين الصخور الرئيسية مع إبقاء الجزء الخارجي من الحجارة، و أُخرِجت أحجار الحشوة و الحجارة الداخلية و رُقِّمَت و نُظِّفَت و غُسِلَت، تهيئة لإعادتها إلى مكانها فيما بعد، ثم كُسِيَت هذه الفواصل بين الحجارة بمواد ماسكة ذات قدرة عالية جداً في الالتصاق بالصخر، ثم وُضِعَت حجارة الحشوة و الواجهة الداخلية في مواضعها و حُقِنَت الفراغات من الحشوة بمواد أسمنتية ذات مواصفات خاصة من شدة التماسك و عدم التقلّص، و غُرِسَت فيما بينها قطع معدنية خاصة بشكل يربط بين أحجار الواجهة الخارجية و أحجار البطانة الداخلية للكعبة المُشَرَّفة.
و أصبحت في هذه الحالة المساحة العلوية في حدود المداميك أو صفوف الحجارة الأربعة العليا مكتملة التماسك و الإنشاء، بحيث لن تتأثر بما يتم أسفل منها من أعمال، و رغم ذلك فالمرحلة التالية لها أخذت أسلوب الاحتياط الكامل بحيث أصبح العمل فيها بصورة رأسية و ليس بصورة أفقية، و ذلك بالوصف التالي.
المرحلة الثانية
هذه المرحلة تشمل كامل البطانة الداخلية لجدار الكعبة المُشَرَّفة بعد الصفوف العلوية الأربعة للحجارة الرئيسية (المداميك الأربعة العلوية).
قُسِّمَت الحوائط في هذا الجزء إلى شرائح عمودية أو قوائم كما لو وُضِعَت خطوط متوازية من أعلى إلى أسفل إلا أنها متعرجة حسب تداخل الحجارة، و المسافة بين كل خطين (عرض الشريحة) يتراوح بين 1.5 متر و 1.7 متر حسب تداخل الصخور. و بعد ذلك تم العمل في الشريحة الأولى أو القائمة الأولى بفك الأحجار الداخلية من أعلى حتى منسوب الكعبة الداخلي و الذي يرتفع عن أعلى المطاف بحوالي 2.2 متر، مع الإبقاء على الواجهة الخارجية كما هي، و رُقِّمَت الحجارة المفكوكة.
- لكي لا يحدث انزلاق من صخور طرفي الشريحة دُعِّمَت الجوانب بدعائم خشبية بصورة أفقية و على مسافات مناسبة.
- تقرر أن تتم معالجة الشريحة المفتوحة على أقسام بدءاً من العلو إلى مسافة أربعة مداميك ثم الذي يليها إلى أسفل ثم الذي يليها، و هكذا إلى منسوب أرض الكعبة الداخلي. بناء على ذلك تم في الجزء الأعلى من الشريحة تنظيف الفواصل للواجهة الخارجية و كذا تنظيف الحجارة و ذلك بالمياه النقية، و جُفِّفَت بالنفخ ثم حُشِيَت الفواصل بمادة ذات قدرة عالية جداً في قوة التماسك و سرعته و بأسلوب الحقن الآلي، و بعد التأكد من تصلُّب هذه المادة وضِعَت مادة لاصقة ثم حُشَيَت فواصل الواجهة الخارجية بملاط (خلطة) ذات قوة عالية جداً عمرها الافتراضي يعتبر خيالياً في عالم العمران.
- ثم غُرِسَت في الخلطة التي حُقِنَت بين فواصل الواجهة الخارجية للجدار قضبان معدنية عومِلَت معاملة مخبرية و كيماوية خاصة تحقق أغراضاً إنشائية خاصة و ثُبِّتَت بمادة التثبيت المُصَنَّعة لهذا الغرض، و مهمة هذه القضبان هي تقوية التلاحم و التماسك بين الأجزاء الخارجية و الداخلية من الجدار، أي بين البطانة و الواجهة.
- أما إعادة بناء الواجهة الداخلية فقد كان البناء من الأسفل إلى الأعلى بحيث وُضِعَ كل حجر في موضعه و حسب ترقيمه بعد تنظيفه و ملء الفواصل بالمونة العالية القوة، و تم رش طبقة الأساس بمبيد للحشرات الدقيقة و المنظورة ، مفعولها طويل المدى جداً، ثم حُقِنَت الفواصل بالملاط الخاص (خلطة) ذات قوة عالية جداً، كما زُرِعَت شبكة من التوصيلات المعدنية رأسية و أفقية محمية بمواد مقاومة لكل عوامل التآكل تحقق ترابطاً مشتركاً بين مكونات الجدار الخارجية و الداخلية لجدار الكعبة شرَّفها الله.
- انتهت أعمال المرحلة الثانية بحقن جميع الفراغات المتبقية بين الأحجار بمواد عالية التماسك بحيث لا تعطي أي فرصة لأي عامل نخر أو تفكك بعد الآن بإذن الله.
المرحلة الثالثة
و تتمثل هذه المرحلة في حفر أرض الكعبة المُشَرَّفة من منسوبها الذي هو عليه إلى عمق منسوب المطاف، أي إلى عمق 2.2 متر.
- لم يكن الإقدام على حفر أرض الكعبة المُشَرَّفة بالقضية التي يحسن التسرع فيها، كما أنه ليس من الحكمة أن يتم ترميم جدار الكعبة ترميماً شاملاً دون تفقُّد القاعدة التي هي أصل فيها، لهذا كانت الخطوة الأولى في هذه المرحلة هو الاستكشاف للتعرُّف على مدى الحاجة إلى النزول في أعماق الترميم إلى القاعدة ، و بناء على ذلك اختير جانب الركن الشامي لأرض الكعبة مكاناً لحفرة استكشافية تصل حتى منسوب المطاف و باتساع كاف يساعد على الاطلاع الكامل على حالة الجدار و شيء من الأساسات ، و بعد الحفر و المعاينة وُجِد أن الحال فيها أفضل بكثير مما كان عليه الحال في الحوائط العليا للكعبة، إلا أن بوادر التأثيرات السلبية للمستقبل كانت ظاهرة، و ذلك فيما إذا تُرِك الوضع على ما هو عليه، فاستقر القرار بضرورة الحفر و الترميم.
- تم الحفر الكامل لأرضية الكعبة المُشَرَّفة ثم الترميم بنفس الأسلوب الذي تم به ترميم الحوائط العليا و بنفس التقسيم، للشرائح الرأسية، و كأن العملية امتداد متطابق لما تم من عمل في الحوائط العلوية، إلا أنه من باب الاحتياط امتد العمل إلى أسفل منسوب المطاف بما يتراوح بين نصف المتر و ثلاث أرباع المتر تقريباً، و هي المسافة التي تصل إلى الأحجار القوية المتماسكة و التي لا تحتاج إلى إعادة بناء.
كان الاستعداد الكامل لبدء العمل قائماً في شهر شعبان من عام 1416 هـ إلا أن الزمن كان غير مناسباً كون تنفيذ العمل يحتاج إلى جدار محيط ساتر لتختفي وراؤه مجريات الأعمال ، و هذا الوضع سيحرم المعتمرين و الحجاج من الرؤية المباشرة للكعبة في شهر رمضان و ما يليه من شهور حتى شهر ذي الحجة، فالنظر إلى الكعبة المُشَرَّفَة و إشباع النفس و البصر بمشاهدتها يمثل جزءاً كبيراً من غاية كل الوافدين إلى هذا البيت العتيق.
و حتى تتحقق تلك الغاية لضيوف الرحمن تم تأخير العمل إلى وقت يقل فيه الوافدون ، و أراد الله سبحانه و تعالى أن تكون البداية في العاشر من شهر محرم لعام 1417 هـ.
خطوات العمل
أول ما بُدِئ به في العمل هو بناء ستار خشبي أبيض يحيط بالكعبة، و لا يظهر منها إلا ما يحتاجه الطائفون من استلام الحجر الأسعد، و بارتفاع يتجاوز مسامته سطح الكعبة بقليل، و يترك بينه و بين جدار الكعبة مسافة تسمح بالحركة و العمل و بقدر الحاجة، ثم جعل باب الدخول إلى محيط الستار الداخلي في الناحية الشمالية الغربية، و باب آخر في الناحية الجنوبية الغربية للانصراف و الخروج.
في الأسابيع الأولى للعمل أُذِن لكافة الناس الدخول إلى الكعبة من خلال الستار الحاجز ، فكان الناس بعد الصلوات يتقاطرون صفوفاً طلباً لدخول الكعبة المُشَرَّفة من خلال الستار الحاجز، و كان العمل مُنَظَّماً بحيث يدخل عدد في حدود طاقة الساحة الداخلية للكعبة و بعد خروجهم يُؤذن لغيرهم ، و في خلال هذه الفترة استطاع الألوف من الناس أن يدخلوا الكعبة المُشَرَّفة ليعيشوا لحظات روحية في رحاب الله عز و جل داخل بيت الله، و ليكونوا أيضاً شهداء عيان يصفون للناس ما بداخل الكعبة المُشَرَّفة من شقوق ظاهرة في اللياسة ، و من أن العملية تحتاج إلى ترميم كامل ( و هذا الإشهاد المباشر أو الضمني سُنَّة اتبعها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما) في الإشهاد على ضرورة الهدم ثم ضرورة الوقوف عند قواعد البيت القوية المتينة عند البناء ليظهر أن العمل منبثق عن ضرورة ، و أن كل شيء من محتويات ما قبل الترميم سيعود على مكانه بعد الترميم، و قد أدت هذه الحكمة غايتها ، و شحذت الأيدي المتجهة إلى السماء في أن يرفع الله قدر من أسهم أو كان سبباً في هذا الترميم لهذا البناء.
-نُحِّيَت لواصق الجدران من لوحات تاريخية و غيرها، و حُفِظَت مع مقتنيات الكعبة المُشَرَّفة من الهدايا و التحف و جميع المنقولات بعد تنظيفها، و أخذت جانباً منعزلاً مُصَناً.
-كان من الضروري أن يكون أول ما يبدأ به هو إزالة السقف و كذا الأعمدة الحاملة له ، لأنه يمثل الجزء الأكثر تعرضاً للتلف بسبب تكوينه الخشبي الذي يكون معه نشاط دودة الخشب و الفطريات أكبر منه في الجدار الصخري، فأُزيل السقف كاملاً.
-تمت إزالة اللياسة الكاسية لجميع الأوجه الداخلية لحوائط الكعبة المُشَرَّفة ، ثم حُفِرَت المواد الماسكة للقطع الحجرية بها و هي (الخلطة التقليدية المستخدمة في البناء) و ذلك على أمل أن لا يكون هناك ضرورة لإزالة حجارة البطانة، إلا أنه بعد المعاينة وُجِد ان الخلطة قد فقدت تماسكها ، فأصبح من الضروري بناء على ذلك فك الأحجار المُكَوِّنة للجسم الداخلي للحوائط بعد ترقيمها ثم إعادة تركيبها بمواد ماسكة و خلطة تتناسب مع الأسلوب الجديد للبناء و غاياته.
-لوحِظ أن الجدار الخارجي ليست به أي عيوب إنشائية ، و أن البطانة الداخلية إنما كانت حشوة للفراغات التي أوجدتها طبيعة الصخور في الحوائط الخارجية و التي تأخذ في شكلها الداخلي المدفون ما يشبه جذور الأضراس في داخل اللثة، تطول هذه الجذور و تقصر ، و تكون مدببة في الغالب عند نهاياتها، مُشَكِّلة فراغات فيما بينها.
-كما لُوحِظ عدم وجود أي عيوب إنشائية في الحوائط بصفة عامة يكون مصدرها هبوط في التربة القاعدية و صخورها أو ميلان الحوائط أو غير ذلك.
-إلا أنه وُجِد تلف كبير في الشدات الخشبية الموجودة بالحوائط بفعل حشرات الأرضة و الفطريات و الرطوبة، و هذا وضع طبيعي يتسارع إلى المادة الخشبية في كل بناء.
-وُضِعَت خطة العمل بحيث لا يؤثر العمل في جزء من الحوائط على غيره، و لا يتأثر الجزء العلوي بمجريات العمل في الجزء السفلي، و لا يُنتقل من جزء إلى غيره إلا بعد استكمال الجزء الأول، لذلك كان التنفيذ على مراحل ثلاث متباينة هي كالتالي:
المرحلة الأولى
اشتملت على المداميك الأربعة العليا (صفوف الحجارة العليا)
المرحلة الثانية
من بعد الصفوف أو المداميك الأربعة العليا حتى منسوب الأرضية الداخلية للكعبة المُشَرَّفة
المرحلة الثالثة
الجزء المدفون من منسوب الأرضية الداخلية للكعبة المُشَرَّفة و حتى منسوب المطاف الحالي و التغلغل أسفل منه إلى عمق يتراوح من 40 سم إلى 70 سم.
و قد تم في المرحلة الثالثة الكشف على الأساسات اسفل منسوب المطاف للتأكد من سلامتها فوُجِد أنها سليمة بدرجة عالية جداً.
قطاع لموقع العمل
منظور عام لموقع العمل
واجهة داخلية لجدار الكعبة المُشَرَّفة يبين مراحل الإصلاح
مراحل الترميم الشامل لداخل الكعبة المُشَرَّفة
ا
المراحل الثلاثة للترميم الشامل لداخل الكعبة المُشَرَّفة
المرحلة الأولى
و هي البداية من الأعلى في نطاق الصفوف العلوية الأربعة للحجارة، حيث نُخِرَت المواد الماسكة في الفواصل بين الصخور الرئيسية مع إبقاء الجزء الخارجي من الحجارة، و أُخرِجت أحجار الحشوة و الحجارة الداخلية و رُقِّمَت و نُظِّفَت و غُسِلَت، تهيئة لإعادتها إلى مكانها فيما بعد، ثم كُسِيَت هذه الفواصل بين الحجارة بمواد ماسكة ذات قدرة عالية جداً في الالتصاق بالصخر، ثم وُضِعَت حجارة الحشوة و الواجهة الداخلية في مواضعها و حُقِنَت الفراغات من الحشوة بمواد أسمنتية ذات مواصفات خاصة من شدة التماسك و عدم التقلّص، و غُرِسَت فيما بينها قطع معدنية خاصة بشكل يربط بين أحجار الواجهة الخارجية و أحجار البطانة الداخلية للكعبة المُشَرَّفة.
و أصبحت في هذه الحالة المساحة العلوية في حدود المداميك أو صفوف الحجارة الأربعة العليا مكتملة التماسك و الإنشاء، بحيث لن تتأثر بما يتم أسفل منها من أعمال، و رغم ذلك فالمرحلة التالية لها أخذت أسلوب الاحتياط الكامل بحيث أصبح العمل فيها بصورة رأسية و ليس بصورة أفقية، و ذلك بالوصف التالي.
المرحلة الثانية
هذه المرحلة تشمل كامل البطانة الداخلية لجدار الكعبة المُشَرَّفة بعد الصفوف العلوية الأربعة للحجارة الرئيسية (المداميك الأربعة العلوية).
قُسِّمَت الحوائط في هذا الجزء إلى شرائح عمودية أو قوائم كما لو وُضِعَت خطوط متوازية من أعلى إلى أسفل إلا أنها متعرجة حسب تداخل الحجارة، و المسافة بين كل خطين (عرض الشريحة) يتراوح بين 1.5 متر و 1.7 متر حسب تداخل الصخور. و بعد ذلك تم العمل في الشريحة الأولى أو القائمة الأولى بفك الأحجار الداخلية من أعلى حتى منسوب الكعبة الداخلي و الذي يرتفع عن أعلى المطاف بحوالي 2.2 متر، مع الإبقاء على الواجهة الخارجية كما هي، و رُقِّمَت الحجارة المفكوكة.
- لكي لا يحدث انزلاق من صخور طرفي الشريحة دُعِّمَت الجوانب بدعائم خشبية بصورة أفقية و على مسافات مناسبة.
- تقرر أن تتم معالجة الشريحة المفتوحة على أقسام بدءاً من العلو إلى مسافة أربعة مداميك ثم الذي يليها إلى أسفل ثم الذي يليها، و هكذا إلى منسوب أرض الكعبة الداخلي. بناء على ذلك تم في الجزء الأعلى من الشريحة تنظيف الفواصل للواجهة الخارجية و كذا تنظيف الحجارة و ذلك بالمياه النقية، و جُفِّفَت بالنفخ ثم حُشِيَت الفواصل بمادة ذات قدرة عالية جداً في قوة التماسك و سرعته و بأسلوب الحقن الآلي، و بعد التأكد من تصلُّب هذه المادة وضِعَت مادة لاصقة ثم حُشَيَت فواصل الواجهة الخارجية بملاط (خلطة) ذات قوة عالية جداً عمرها الافتراضي يعتبر خيالياً في عالم العمران.
- ثم غُرِسَت في الخلطة التي حُقِنَت بين فواصل الواجهة الخارجية للجدار قضبان معدنية عومِلَت معاملة مخبرية و كيماوية خاصة تحقق أغراضاً إنشائية خاصة و ثُبِّتَت بمادة التثبيت المُصَنَّعة لهذا الغرض، و مهمة هذه القضبان هي تقوية التلاحم و التماسك بين الأجزاء الخارجية و الداخلية من الجدار، أي بين البطانة و الواجهة.
- أما إعادة بناء الواجهة الداخلية فقد كان البناء من الأسفل إلى الأعلى بحيث وُضِعَ كل حجر في موضعه و حسب ترقيمه بعد تنظيفه و ملء الفواصل بالمونة العالية القوة، و تم رش طبقة الأساس بمبيد للحشرات الدقيقة و المنظورة ، مفعولها طويل المدى جداً، ثم حُقِنَت الفواصل بالملاط الخاص (خلطة) ذات قوة عالية جداً، كما زُرِعَت شبكة من التوصيلات المعدنية رأسية و أفقية محمية بمواد مقاومة لكل عوامل التآكل تحقق ترابطاً مشتركاً بين مكونات الجدار الخارجية و الداخلية لجدار الكعبة شرَّفها الله.
- انتهت أعمال المرحلة الثانية بحقن جميع الفراغات المتبقية بين الأحجار بمواد عالية التماسك بحيث لا تعطي أي فرصة لأي عامل نخر أو تفكك بعد الآن بإذن الله.
المرحلة الثالثة
و تتمثل هذه المرحلة في حفر أرض الكعبة المُشَرَّفة من منسوبها الذي هو عليه إلى عمق منسوب المطاف، أي إلى عمق 2.2 متر.
- لم يكن الإقدام على حفر أرض الكعبة المُشَرَّفة بالقضية التي يحسن التسرع فيها، كما أنه ليس من الحكمة أن يتم ترميم جدار الكعبة ترميماً شاملاً دون تفقُّد القاعدة التي هي أصل فيها، لهذا كانت الخطوة الأولى في هذه المرحلة هو الاستكشاف للتعرُّف على مدى الحاجة إلى النزول في أعماق الترميم إلى القاعدة ، و بناء على ذلك اختير جانب الركن الشامي لأرض الكعبة مكاناً لحفرة استكشافية تصل حتى منسوب المطاف و باتساع كاف يساعد على الاطلاع الكامل على حالة الجدار و شيء من الأساسات ، و بعد الحفر و المعاينة وُجِد أن الحال فيها أفضل بكثير مما كان عليه الحال في الحوائط العليا للكعبة، إلا أن بوادر التأثيرات السلبية للمستقبل كانت ظاهرة، و ذلك فيما إذا تُرِك الوضع على ما هو عليه، فاستقر القرار بضرورة الحفر و الترميم.
- تم الحفر الكامل لأرضية الكعبة المُشَرَّفة ثم الترميم بنفس الأسلوب الذي تم به ترميم الحوائط العليا و بنفس التقسيم، للشرائح الرأسية، و كأن العملية امتداد متطابق لما تم من عمل في الحوائط العلوية، إلا أنه من باب الاحتياط امتد العمل إلى أسفل منسوب المطاف بما يتراوح بين نصف المتر و ثلاث أرباع المتر تقريباً، و هي المسافة التي تصل إلى الأحجار القوية المتماسكة و التي لا تحتاج إلى إعادة بناء.
زكريا محمد وحيد- عدد المساهمات : 1167
تاريخ التسجيل : 16/10/2010
العمر : 74
الموقع : العباسيه القاهره
مواضيع مماثلة
» الكعبة المُشَرَّفة - عمارةً و تاريخاً (1)
» الكعبة المُشَرَّفة - عمارةً و تاريخاً (2)
» الكعبة المُشَرَّفة - عمارةً و تاريخاً (3)
» الكعبة المُشَرَّفة - عمارةً و تاريخا(9)
» الكعبة المُشَرَّفة - عمارةً و تاريخا(10)
» الكعبة المُشَرَّفة - عمارةً و تاريخاً (2)
» الكعبة المُشَرَّفة - عمارةً و تاريخاً (3)
» الكعبة المُشَرَّفة - عمارةً و تاريخا(9)
» الكعبة المُشَرَّفة - عمارةً و تاريخا(10)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى