منتديات الساده الأشــــراف العباســيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رسالة لكل الناس

اذهب الى الأسفل

رسالة لكل الناس  Empty رسالة لكل الناس

مُساهمة  زكريا محمد وحيد الإثنين نوفمبر 15, 2010 3:09 pm


كتبه/ محمد القاضي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن هذه الأحداث المتكررة في الآونة الأخيرة من إسلام الكثير من النصارى -ولله الحمد والمنة- ودخولهم في دين الله وحدانًا وزرافات؛ لهي رسالة ينبغي أن يعقلها العالم بأسره، فإن هذا الدين هو دين الله الذي أرسل به رسوله -صلى الله عليه وسلم- إلى الناس كافة كما قال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (سبأ:28)، و قال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33).
فقضية انتشار الإسلام ودخول الناس فيه قضية محسومة كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الإِسْلامَ، وَذُلا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، ولكن الذي يقف الواحد معه أحيانًا هو الطريقة والوقت الذي يدخل فيه بعض النصارى إلى الإسلام، وهذه هي الرسالة الثانية؛ فمن وقف على القصة الكاملة لإسلام أختنا "كاميليا شحاتة" يجد المرأة كانت زوجة لكاهن من الكهان، وهي تعلم المخاطر التي تحيط بها لو أعلنت إسلامها؛ فما قصة إسلام "وفاء قسطنطين"، وغيرها منها ببعيد!
ومع ذلك مضت هذه المرأة في إجراءات إسلامها بعد ما انفصلت فعليًا عن زوجها لمدة العام والنصف تقريبًا، وتعلمت القرآن وحسُن إسلامها، غير آبهة بالمخاطر التي يمكن أن تتعرض لها لو حاولت إعلان إسلامها من طواغيت الكنيسة، وهذا المعنى يعبر عنه القرآن أيما تعبير عندما يصف سحرة فرعون وما خالط قلوبهم من الإيمان الصادق جعلهم يعلنون إيمانهم وإسلامهم أمام الطاغية الأكبر، غير آبهين بالعذاب والنكال الذي سوف يصيبهم عندما يفعلون ذلك، وقد كان من فرعون الطاغية محاولة مصادرة هذا الإيمان من قلوبهم، وقال لهم: (آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ) (الأعراف:123)، ظنًا منه أن هذا الأمر يحتاج إلى استئذان.. وهل يحتاج الإيمان إلى استئذان إذا أذن الله له في الدخول إلى قلب العبد؟!
وقد فكر فرعون كثيرًا في أثر إيمان هؤلاء السحرة على الناس، وأن هذا الإيمان سوف يؤدي إلى أن يتبع الناس الحق الذي جاء به موسى -عليه السلام-؛ إذ أن السحرة هم الجند الذي جاء بهم فرعون لقهر موسى -عليه السلام- والسيطرة على دعوته، وهذا أيضًا ما يفكر فيه طواغيت الكنيسة من تأثير إسلام مثل هذه الشخصيات المؤثرة خصوصًا إذا تكلمت بإسلام وحسن إسلامها، وبينت الأسباب التي جعلتها تترك الدين الذي اعتنقته سنين طويلة، وكانت من أقرب الناس إلى رجاله، وكذلك الدنيا التي كانت بين يديها، وتغامر بحياتها من أجل إشهار إسلامها؛ لذا هم حريصون كل هذا الحرص على إسكات صوتها، فإما أن تعود إلى الكفر وهذا هم يعلمون أنه بعيد، وأما أن يخرسوا صوتها إلى الأبد.
هذا ما دفع فرعون إلى أن يهددهم ويتوعدهم بالتقطيع والتعذيب قبل القتل، وكانت الإجابة مفاجأة المفاجآت بالنسبة لفرعون ومَلَئِهِ وجنوده عندما قال السحرة: (فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) (طه:72)، فهذا الثبات الذي نتعجب منه كلما قرأنا القرآن من حال السحرة الذين كانوا بالأمس القريب من جنود الطاغوت فأصبحوا من أولياء الله الصالحين عندما عقلوا الآيات التي جاءتهم، وتغلغلت في قلوبهم معاني التصديق بالله ورسله، وعلموا أن ما هداهم الله إليه من الإيمان لا تقوم له الدنيا بأسرها؛ ولذا نحن لا نتعجب من موقف أختنا، ولا من موقف غيرها من أخواتنا فك الله أسرهن، وكف الله أيدي الكافرين عنهن فهو العزيز القهار.
فلا تخويف طواغيت الكنيسة لهن بغسل الدماغ بحبوب الهلوسة أو التعذيب بأي طريقة داخل الكنيسة يثني عزم هؤلاء النساء عن اعتناق الإسلام، وإذا كان هذا في النساء الضعفاء فما بالكم بالرجال، وهذا ما ينطق به واقع الحال عن معدلات إسلام الرجال والنساء النصارى في مصر، وغيرها.. وسوف تذهب محاولات طواغيت الكنيسة في إخافة كل مَن يحاول إشهار إسلامه أدراج الرياح، فإن كل مَن تأمل في الآيات التي يأتي بها الرسل لابد أن يؤمن بهم وبالذي أرسلهم، والآيات التي جاء بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لابد أن يؤمن بها كل من تأمل فيها، وكان منصفًا يبحث عن الحقيقة؛ فهذا الرسول الأمي بيَّن لأهل الكتاب كثيرًا من الحقائق التي يخفونها، والإيمان كالنور؛ إذا دخل القلب أحرق كل الشبهات وأزال كل خوف وتعلق بغير الله.
وأما الرسالة الأخرى التي ينبغي أن نسجلها ونقررها: أنه بالرغم من حال المسلمين الذي يصعب عن الوصف، وعدم تطبيق كثير منهم لشرائع الإسلام فضلاً عن أن يلتفتوا إلى الدعوة إليه، فإن هذا الدين ينتشر بهذه القوة وبهذه الطريقة في ربوع الأرض كلها فما بالكم يا معاشر المسلمين لو انتبهنا من غفلتنا، وقمنا من رقدتنا، وعملنا، بإسلام وللإسلام.. ما الذي يمكن أن يحدث على وجه هذا الكوكب؟!
قال -تعالى- لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108)، وقال -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت:33)، فيا له من دين لو أن له رجالا يعملون به، وينشرونه بين الناس، ويبذلون أوقاتهم وأعمارهم وأموالهم في بيان محاسن الإسلام، ورد الشبهات التي يروجها الكفار والمنافقون حول أحكامه والدفاع عن القرآن الكريم وعن الرسول العظيم، وأن تتقدم هذه القضية في أولويات كل مسلم عن همومه الدنيوية.
فلابد لنا ألا نتخاذل أبدًا عن تطبيق شريعتنا في كل مناحي حياتنا، ونسعى إلى نصرة من يطلب منا النصرة، ولا نسلم إخواننا المسلمين أو أخواتنا المسلمات لأعدائنا من الكافرين المجرمين يفترسونهم، ويفتنونهم عن دينهم؛ فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، والله -تعالى- يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ.. ) (الممتحنة:10)، إلى آخر الآية.. وفيها أنه لا يجوز لنا أن نرد المسلمات المهاجرات إذا علمنا إسلامهن لله، وأن هذا لحرمة الإسلام (لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ) (الممتحنة:10).
فعلى المسلمين كلهم أن يتعاونوا على ذلك، ومَن كان ذا شوكة وسلطان فالواجب عليه أعظم كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (متفق عليه)، فكل صاحب رعية مسئول عنهم يوم القيامة، وأعظم ما ينبغي أن يُحفظ للرعية هو دينها، وأن يكون كل من يشهر إسلامه في أمان في بلاد الإسلام والمسلمين، وإن تضييع هذا الأمر من تضييع الرعية، وموالاة صريحة لأهل الكفر، ولا ينتظر من يفعل ذلك إلا الخذلان في الدنيا والآخرة.
فهذه بعض الرسائل التي أردت أن أسجلها على هذه الواقعة، وإن كان الأمر يحتمل أكثر من ذلك والله الموفق.
زكريا محمد وحيد
زكريا محمد وحيد

عدد المساهمات : 1167
تاريخ التسجيل : 16/10/2010
العمر : 73
الموقع : العباسيه القاهره

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى